قبل نحو عامين من الآن، حصلت الشركة السعودية للأسماك على موافقة الجهات الرسمية في المملكة بزيادة رأس المال من خلال الاكتتاب على أسهم حقوق أولوية بقيمة 335 مليون ريال وقامت فعلاً بجمع هذا المبلغ الكبير (على الأقل بالنسبة لهذه الشركة الصغيرة) نقداً من مساهميها بهدف تنفيذ مشاريع جديدة وتنوعة كما نصت بذلك نشرة الإصدار الخاصة باكتتاب أسهم حقوق الأولوية، بينما كانت نسبة الخسائر المتراكمة إلى رأس المال والمسجلة بالقوائم المالية في ذلك الوقت تمثل نحو 56 بالمئة! في الشهر الماضي، أعلنت الشركة على موقع تداول عن تطورات استخدام متحصلات الاكتتاب وهو إعلان روتيني تعلنه الشركة دورياً كمتطلب من متطلبات الإفصاح حيث تضمن الإعلان أن الشركة حتى الآن استخدمت ما يقرب من 43 مليون ريال فقط من صافي متحصلات الاكتتاب البالغة نحو 328 مليون ريال (أي أن نسبة الاستخدام لا تتعدى نسبة 13 بالمئة فقط) وأن المبلغ غير المستخدم خلال فترة لا تقل عن سنة ونصف من نهاية الاكتتاب هو 285 مليون ريال (يمثل النسبة المتبقية وهي 87 بالمئة)، وهذا بدوره يجعلنا أن نضع أكثر من علامة استفهام حول الدافع الحقيقي من الاكتتاب؟ هنا، يجب أن نذكر مجدداً بأن نسبة الخسائر المتراكمة لرأس المال قبل الاكتتاب كانت 56 بالمئة وهي كما يعلم الجميع نسبة خطيرة تهدد استمرارية الشركة بينما انخفضت هذه النسبة الآن إلى 36% بالرغم من تحقيق الشركة لخسائر إضافية خلال العامين الأخيرين، مما يدل على أن الهدف الحقيقي من الاكتتاب على أسهم حقوق الأولوية هو ليس لتنفيذ مشاريع جديدة ومتنوعة (كما تقول الشركة) بل هو لتخفيض الخسائر المتراكمة بالنسبة لرأس المال حتى لا تتعرض الشركة لأي مصاعب مالية مستقبلاً خصوصاً وأنه قد توفر لديها الآن سيولة نقدية كبيرة بالنسبة لحجم أعمالها، وأرجو أن أكون مخطئاً في نظرتي هذه. ما يؤكد نظرتي هذه أنه منذ نحو 15 عاماً والشركة لم تتمكن من إقناع مساهميها والمستثمرين عموماً في المملكة بأنها تنفذ خطط وإستراتيجيات ناجحة تمكنها من تحقيق أرباح تشغيلية مضطردة عاماً بعد عام، بل الواقع أن الشركة تحقق خسائر في نهاية كل عام ولا أذكر حقيقة أنها حققت أي أرباح سنوية خلال هذه الفترة. في المقابل، ما نذكره جيداً أنه في عام 2006م قامت الشركة بإصدار أسهم حقوق أولوية في اكتتاب جمعت فيه 150 مليون ريال نجحت من خلاله في إطفاء خسائر متراكمة لأعوام سابقة، والمضحك أن المشاريع المذكورة في ذلك الاكتتاب تتشابه كثيراً مع المشاريع المذكورة في الاكتتاب الأخير!! twitter@mfalomran