تحوّلت تفاصيل حياتنا اليومية إلى أرقام سرية في مختلف نواحيها، من منا لا يحتفظ في جهازه الجوال أو محفظة أو ذاكرته عشرات الأرقام السرية التي تُسهّل إنجاز متطلّبات الحياة اليومية ابتداءً من الرقم السري الذي يفتح جهازه الجوال والرقم السري للصراف وجهاز الجوال والبطاقات الائتمانية والدخول للبنوك والأسهم والمواقع الإلكترونية وفتح باب السيارة وحقيبة السفر والريسيفرات والأرقام السرية للأجهزة .. هذه أمثلة قليلة هناك الكثير والكثير في حياتنا، ولم يقتصر الأمر على حياتنا اليومية بل تعدّى ذلك لشتى صور الحياة وعلى جميع المستويات. تحوّلت حياتنا إلى أرقام سرية لماذا؟ لماذا نخاف ونغضب حين نفقد أو ننسى رقماً سرياً لماذا تحوّلت حياتنا إلى أرقام سرية؟ الزوج يخفي أرقاماً سرية عن زوجته، الزوجة كذلك تخفي أرقاماً سرية عن زوجها، الوالد يفعل ذلك أمام أبنائه وبناته والأم كذلك. معظم ما يحيط بنا تحوّل إلى عالم من الأرقام السرية، هل اختلفت القيم والمفاهيم وتغيّرتْ أم هي ضريبة الثورة التكنولوجية التي ننعم بها؟ هل الأرقام السرية تعني الخصوصية؟ الإجابة ببساطة نعم ، كل إنسان لدية أسرار في حياته تحتاج لرقم سري يخفيه عن الآخرين حتى عن أقرب الناس إلى قلبه. في القديم ليس القديم البعيد كانت حياتنا بسيطة سهلة تخلّوا من تعقيدات الحياة العصرية والأرقام السرية ولستُ أدري إلى أين نحن متجهون خلال السنوات القادمة، ترى هل تتغيّر الأرقام السرية إلى صرعة جديدة في عالم التكنولوجيا التي تكبّلنا وتكبّل عقولنا؟ جميل وجميل جداً أنْ نتعامل مع منتجات التقنية العصرية لكن مع الاحتفاظ بكل القيم الإنسانية المغروسة في أعماق كل إنسان. همسة في إذن كُل من يقرأ موضوعي تلفّت من حولك وأبحث تجد الكثير والكثير ممن سئموا من الأرقام السرية وكثرتها هل هو شر أم خير، لست أدري ولكن يبدو أنه لا بد منه مع تطوّر الحياة وتغيّر المفاهيم ، أليس كذلك. أحياناً كثيرة نقبل أشياء كثيرة في حياتنا رغم قناعتنا بعدم جدواها لكنها تجبرنا على قبولها والتكيف والتعامل معها.