سألني أحدهم، لماذا تكتب عن سلبيات أداء الإدارات الحكومية، ورؤسائها، وقلما تكتب عن الجانب الإيجابي، عندما يحسن الأداء؟؟ إجبته بما يلي:- أولاً: تاريخياً كان الإعلام الرسمي، وهامش الحرية فيه، لايسمح إلا بمدح الأداء الحكومي، ويحصل على ذلك المديح كل من الجيد، والسيئ على حد سواء، واليوم، ونتيجة الإنفتاح الإعلامي، وارتفاع سقف الحرية، فإنه حان وقت تصحيح الأوضاع، لينال الأداء السيئ حقه من النقد، خصوصاً وأن السلبيات كثيرة، وهي بحاجة لإبرازها، ونقدها، وتقديم الحلول لها، أما الأداء الإيجابي، فهو كفيل بإبراز نجاحه . ثانياً: بعد تجاوزي الستين عاماً، فإنه لم تعد لي طموحات في منصب، أو جاه، ولذلك أصبحت أكثر حرية في التفكير، والكتابة فيما هو في مصلحة بلدي بشكل عام، ومصلحة أولادي، وأحفادي بشكل خاص. ثم قلت لسائلي، طالما أنك سألتني ذلك السؤال، فإنني سأستخدم المساحة المتبقية من المقال، للحديث عن مؤشرات تنم عن أداء إيجابي أتوقعه:- الدكتور فهد المبارك هو اقتصادي، ومصرفي متمكن، وقد وفقت الحكومة في (تجنيده) من القطاع الخاص، ليكون محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، ومنذ توليه منصبه، وهو يعمل بهدوء، بعيداً عن الصخب الإعلامي، ومؤخراً أعلن عن تعيين خمسة وكلاء له، وذلك هو أكبر تغيير يشهده هيكل المؤسسة، والمهم في الموضوع أنه أعطى الفرصة لجيل الشباب من داخل المؤسسة، ولم يتحرج في ذات الوقت، من استقطاب كفاءات متخصصة من قطاعي المصارف، والتأمين، والمحصلة النهائية لكل ذلك هي أن مؤسسة النقد، وهي المسؤولة عن عملية الإشراف على القطاع المصرفي، وعلى قطاع التأمين، وعملية إدارة استثمار أموال الدولة النقدية، كلها مسؤوليات لا يمكن أن تعني الهيكلة الجديدة، إلا إدارتها بمهنية، واحترافية أعلى، ولذلك عنونت المقال ب «أحسنت». أخيراً، وعلى سبيل التندر، وعندما اتصلت مباركاً لأحد الوكلاء القادمين من القطاع الخاص، نصحته مداعباً، بأن عليه أن يتعلم سريعاً بعض المصطلحات الضرورية للعمل الحكومي، ومنها:- - «راجعنا بكرة». - و «السيستم عطلان». - و «الملف العلاقي الأخضر هو أهم مما فيه من وثائق». - ضرورة أن تختم أي مذكرة تكتب من المرؤوس إلى رئيسه، بجملة: «أرجو التوجيه، والرأي الأتم هو ما ترونه». - و «لابد من حل المشكلة، لذلك دعونا نشكل لجنة، ولكن للقيام بذلك، لابد من تشكيل لجنة أولية، تحدد من هم أعضاء، وما هي مهام اللجنة الرئيسية!!». وما دمنا نتحدث عن عمل اللجان، فهناك طرفة تقول إن الجمل كان في الأساس حصاناً وسيماً، ثم أعيد تصميمه من قبل لجنة!! [email protected]