تحدثنا كثيراً عن أهمية ترشيد الطاقة والجهود الكبيرة المشكورة التي تقوم بها العديد من الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة بقيادة وزارة المياه والكهرباء لرفع معدلات الترشيد ورفع كفاءة الطاقة في المملكة العربية السعودية وذلك للحد من الارتفاعات السنوية غير المقبولة لاستهلاك واستنزاف الثروات النفطية التي تُقدر ب 7% سنوياً. الحقيقة أن هذ معضلة كبيرة تواجه جميع الدول المتقدمة والدول النامية بلا استثناء وفي مقدمتها الدول العربية. ولكن الملاحظ أن الدول المتقدمة خصوصاً في أمريكا الشمالية وأوربا الغربية واليابان بدأت العمل على ترشيد الطاقة ورفع كفاءتها منذ عدة عقود من خلال تطوير إستراتيجيات تحتوي على خريطة طريق ذات أهداف بعيدة المدى وتقنيات متطورة مع التركيز على تطوير مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، إما لأهداف اقتصادية لخلق صناعة جديدة توفر دخلاً إضافياً وفرص عمل عديدة في مجال توليد الطاقة ورفع كفاءتها، أو لأهداف بيئية لتقليل نسبة انبعاث الغازات الضارة الصادرة عن سوء استخدام مصادر الطاقة الأحفورية مثل البترول والغاز والفحم الحجري. هذه المعضلة كانت من أهم أولويات المجلس الوزاري العربي للكهرباء الذي قام مشكوراً بتحديد يوم 21 مايو من كل عام ليكون يوماً عربياً لكفاءة الطاقة، والذي يوافق هذا العام يوم الثلاثاء القادم، وذلك من أجل نشر التوعية اللازمة في المجتمعات العربية. يجب هنا ذكر بعض الجهود المبذولة من قبل الكثير من الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة بقيادة وزارة المياه والكهرباء المتعلقة بهذا الهدف الوطني والتي منها ما يلي: - إطلاق حملة وطنية لترشيد استهلاك الكهرباء، وإدخال مبدأ الترشيد في مناهج التعليم. - التطبيق الإلزامي للعزل الحراري للمباني الجديدة اعتباراً من 1/4/1434ه، في مدينة الرياض كمرحلة أولى تليها باقي المدن الرئيسة في المملكة. - تعديل المواصفات القياسية الإلزامية الخاصة بمتطلبات بطاقات كفاءة الطاقة والحدود الدنيا لكفاءة استهلاك الطاقة للمكيفات التي تستحوذ على أكثر من 70% من استهلاك الكهرباء. - إنشاء ودعم المركز السعودي لكفاءة الطاقة. - تنظيم المنتديات والمعارض المتخصصة في الترشيد ورفع كفاءة الطاقة. الحقيقة أن هذه الجهود - بلا شك - ستعطي ثمارها - إن شاء الله - إذا وجد مفهوم المساءلة والمراجعة الدورية لمدى نسبة تحقيق الأهداف المعلنة لهذه الخطة الوطنية.. هذا الدور المهم الذي أتمنى من وزارة المياه والكهرباء الإشراف عليه وتطبيقه بكفاءة عالية. كما لا نريد أن ننسى دور المواطن الإستراتيجي والضروري لنجاح هذه الخطة الوطنية من خلال عدة أمور يستطيع أن يعملها لتطبيق مبدأ الترشيد في حياته اليومية وتوفير معدل كبير من فاتورة الكهرباء الشهرية ومنها: تنظيف مرشح هواء (الفلتر) المكيف، إغلاق النوافذ والأبواب أثناء تشغيل المكيفات، وسد جميع الفتحات حول المكيفات، تركيب الستائر والزجاج العاكس، الحرص على شراء أجهزة التكييف الجديدة ذات معامل كفاءة عالية، استخدام العزل الحراري في المباني، الحرص على شراء أجهزة الإنارة الموفرة للطاقة، استخدام الدهانات ذات الألوان الفاتحة، فصل الكهرباء عن سخانات المياه الكهربائية خلال أشهر الصيف، التقليل قدر الإمكان من استخدام أفران الطبخ الكهربائية واستخدام الأفران التي تعمل بالغاز، فصل الكهرباء عن الأجهزة الكهربائية والإضاءة عند مغادرة المكان، وأخيراً نقل ثقافة الترشيد للأبناء والأجيال القادمة من خلال وجوده هو كقدوة لأبنائه وربط مبدأ الترشيد بالدين الإسلامي الحنيف الذي ينهى عن التبذير والإسراف حيث قال تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.. فالمؤمن هو من يتمتع بنعم الله سبحانه وتعالى بدون تبذير ولا إسراف، ومن يطبق مبدأ الترشيد في حياته اليومية ويعتبر جميع أيام السنة أيام كفاءة وترشيد للطاقة. www.saudienergy.net Twitter: @neaimsa