إن ما تحقق للمملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز من القضاء على بؤر الإرهاب وتجفيف منابعه والأخذ بإصلاح المتطرفين واللجان المتعددة للمناصحة للأخذ بأيدي المنحرفين من الفئات الضالة ومحاصرة ذلك تماماً بتحقيق الأمن والاستقرار داخلياً وتضحيات رجال المباحث والأمن بأنفسهم في مواجهاتهم الأمنية ومداهماتهم لكل أوكار الإرهابيين. كل ذلك وما شابه من المنجزات الحضارية والأمنية لهذا الوطن المعطاء جعل الحشد الأممي في الرياض لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب الدولية يشيدون من خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي اختتم أعماله مؤخراً في الرياض بجهود المملكة وتقديره للالتزام الكامل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. بإنجاز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وعمل الأممالمتحدة في هذا الاتجاه، ترسيخاً لدولة المملكة في مكافحة الإرهاب، الذي اكتوت بناره. كما جاءت موافقة المشاركين في المؤتمر على مقترح رئيس المؤتمر سمو الأمير الدكتور تركي بن محمد سعود وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف لإقامة المؤتمر كل عام، تأكيداً على نجاح الجهود التي تبذلها المملكة في مكافحة الإرهاب. وفي الواقع كوني كسفير لبلادي في إمبراطورية اليابان أجد التقدير الدولي ثم الياباني لجهود المملكة المثمرة في مكافحة الإرهاب ولعل هذا المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب من الأهمية بمكان أن يحضره أي متابع للأحداث. ما لفت نظري أن المؤتمر يعني بتعاون الأممالمتحدة مع مراكز مكافحة الإرهاب «تشجيع الشركاء على المساهمة في بناء القدرات» ويعقد في مدينة الرياض بالتنسيق بين حكومة المملكة والأممالمتحدة وما أعجبني بالفعل حين رد سمو الأمير تركي على الإدعاءات التي روجت بدعم المملكة للإرهاب، ولذلك تساءل سموه: كيف بنا أن ندعم الإرهاب ونحن تعرضنا له واكتوينا بناره!. لقد كانت وستظل سياسة المملكة القائمة على الوسطية والاعتدال محلياً وخارجياً وظلت مواقفها ونشاطاتها واضحة في مجال مكافحة الإرهاب وما تأكيد الأمير تركي بن محمد أن إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بدعم من المملكة إلا ويعد دليلاً كبيراً وأكيداً على التصدير والمواجهة للإرهاب وإدانتها الدائمة للإرهاب بكافة أشكاله ودعوتها المستمرة إلى أن المكافحة لهذه الآفة مسؤولية دولية مشتركة تتطلب جهوداً حثيثة ومتواصلة على جميع المستويات الداخلية والإقليمية والدولية. هذا بالفعل ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه سمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف لقد عبرت المملكة عن شجبها للإرهاب بكافة أشكاله وأبدت استعدادها الكامل للتعاون مع جميع الجهود المبذولة لمكافحته، لما في ذلك من دعم للاستقرار والأمن الدوليين. إن الأزمة الدولية الراهنة للمتطرفين والإرهابيين التي تركت آثارها الخانقة على عدم الأمن للكثير من دول العالم تدعو هذه الدول وشعوبها لمواجهة الإرهابيين ومواجهة فكرهم الضال وتثمين الجهود، ولعل جلسات مؤتمر الرياض الأخير ناقشت الركائز الأساسية للإستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب. وإذا كان لي من إشارة هامة هنا في ختام مقالي بصحيفة الجميع «الجزيرة» إلى الدعوة الجادة والهامة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين عندما كان ولياً للعهد خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته المملكة عام 2005م بمدينة الرياض وبذلت جهودها في ذلك الوقت لإنجاح المؤتمر إيماناً منها بأن المؤتمر يمثل عزم الأسرة الدولية للقضاء على الإرهاب، هذه الدعوة الكريمة من عبدالله بن عبدالعزيز تتأكد أهميتها القصوى في مؤتمر الرياض الحالي أيضاً كمبادرة تنضم للمبادرات الدولية للملك عبدالله على مر الزمان. والله الموفق،، سفير المملكة لدى اليابان - [email protected]