اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن خطر الإرهاب والإرهابيين لا يزال قائماً وممتداً في عدد من الدول، ويهدّد الجميع من دون تمييز، ويتسبب في تقويض التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أنه يتطلب التزام الدول وفق استراتيجية طويلة المدى يتم التركيز فيها على بناء القدرات، ومواجهة الفكر المتطرف، وتحصين المجتمع، وفي الوقت نفسه إعداد المشاريع التي تقوّض مخططات الإرهابيين، من خلال تفعيل التنسيق والمشاركة بين المراكز المتخصصة في مجال مكافحة الإرهاب. وأوضح الفيصل في كلمة له ألقاها نيابة عنه وكيل الوزارة للعلاقات متعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد بن سعود خلال المؤتمر الدولي المعني بتعاون الأممالمتحدة مع مراكز مكافحة الإرهاب، في فندق الريتزكارلتون بمدينة الرياض أمس، أن المملكة أكدت دائماً إدانتها وشجبها للإرهاب بكل أشكاله، واستعدادها للتعاون مع جميع الجهود المبذولة لمكافحته، لما في ذلك من دعم للاستقرار والأمن الدوليين. وأكد أن أغلب جهود مراكز مكافحة الإرهاب في دول العالم في شبه «عزلة» عن بعضها، وهناك ضعف في التنسيق في ما بينها، ما أدى إلى إهدار عدد من الموارد والوقت، داعياً إلى العمل الجماعي والتنسيق والتعاون بين الدول والمراكز في سبيل مكافحة الإرهاب وتداعياته، ووضع برامج ثنائية ومشاريع لتنفيذها في إطار الأهداف المشتركة والركائز الأربع للاستراتيجية العالمية، ما سيحقق الكثير من النجاحات لمعالجة العديد من التحديات الأمنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وقال وزير الخارجية إنه من منطلق اهتمام وحرص المملكة على مقاومة هذه الظاهرة، فإنها تعتبر مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب جهوداً حثيثة ومتواصلة، وما تبني الدول الأعضاء في الأممالمتحدة للاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، وما تضمنته من مرتكزات، إلا دليل على أن الإرهاب يتطلب لمكافحته تعزيز التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات بين الدول والمراكز ذات العلاقة في جميع الجوانب المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وأضاف: «هذا هو أمر جسّدته مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدعوته إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، التي تبناها المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض 2005، أيّدتها العديد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، ما أسهم في توقيع اتفاق تأسيس المركز، وتدشين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لأعماله خلال الندوة، التي عقدت في كانون الأول (ديسمبر) 2011 كأول مركز عالمي لمكافحة هذه الظاهرة تحت مظلة الأممالمتحدة». وأكد الفيصل أنه إيماناً من المملكة بأهمية التعاون، والإسهام في دعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، قامت بتقديم دعم مالي لإنشائه على مدى الأعوام الثلاثة الأولى بنحو 10 ملايين دولار أميركي. وأشار الفيصل إلى تأييد المملكة لجهود الأممالمتحدة، ودعم تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، باعتبارها إطاراً دولياً من المهم أن تعمل الدول من خلالها لمواجهة خطر ظاهرة الإرهاب، التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين. من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الركائز الأربع التي اشتمل عليها مؤتمر الرياض تعد من أهم الأسس الداعمة لاستراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب وخطتها، التي تعمل عليها مع الدول الأعضاء على مستوى متعدد الأطراف، مشيراً إلى أن هذه الأسس والركائز التي تستند إليها الاستراتيجية الدولية الشاملة لمكافحة الإرهاب تعتمد على دعم قدرات الدول والمراكز والمجالس. وأوضح مون في كلمة له خلال المؤتمر ألقاها نيابة عنه ممثل الأممالمتحدة إريك بلمبلي أن المنظمة قرّرت التعاون مع المركز المعني بمكافحة الإرهاب في باكستان، لأجل تعزيز القدرات فيه، منوهاً إلى أنها فرصة سانحة لأجل إنجاح عمل المركز.