على مدى عقود من الزَّمن كانت منطقة عفيف حاضرة في المشهد السعودي بقوة يشفع لها في ذلك تاريخها، كونها إحدى المحطَّات المهمة في طريق الرياض -الحجاز القديم ومكانًا للتوَّقف والتزوَّد بالوقود لقوافل سيَّارات الحكومة آنذاك من «الكازاخانه» التي أنشأت خصيصًا في عفيف لهذا الغرض نظرًا لوسطيتها على الطَّريق المذكور. ومرورًا بإقلاع طائرة الملك عبد العزيز «الداكوتا» منها وحتى يومنا هذا كانت عفيف ومازالت جزءًا من النسيج الوطني والتاريخي للمملكة العربيَّة السعوديَّة مع احتفاظها بمركز جغرافي يزداد أهمية وإستراتيجيَّة مع مرور السنوات. غير أن كثيرين من سكان هذه المحافظة التي تقع في قلب المملكة يأملون في أن يكون نصيب محافظتهم من خطط التنمية أكثر وفرة وسخاء، حيث تعاني عفيف من نقص في بعض الجوانب الخدميَّة والتنموية يفسره أهلها ببيروقراطية مقيتة لم تعالجها السنوات. المحافظة التي يقطنها زهاء المئة ألف نسمة تعاني من عدم وجود مطار يربطها ببقية مناطق المملكة، كما أن كمية مخرجاتها التعليميَّة من الطُّلاب والطَّالبات تجعل «نهم» أبنائها الشَّديد بالعلم والتعلّم سببًا في مطالباتهم المستمرة في توسيع رقعة التَّعليم الجامعي ليشمل تخصصات ذات طبية نوعية أفضل كالطب والهندسة والعلوم الطّبية وغيرها. وعلى الرغم من التوسُّع المستمر في الخطط التنموية والسخاء الحكومي في البنى التحتية مازالت محافظة عفيف تعاني من الظمأ للمياه التي لا تأتيها بِشَكلٍّ يسد رمقها ويكفي كلِّ سكانها، فتحولت إلى سوق مزدهرة لباعة الماء الذين يرفعون أسعاره كُلَّما ارتفعت درجات الحرارة. هذا فقط غيض من فيض ما تحتاجه هذه المحافظة الإستراتيجيَّة في قلب الوطن المعطاء، التي يشعر أهلها بارتباط تاريخي بينهم وبين الملك عبدالعزيز، ومعه يأملون أن تكون محافظتهم من أجمل المحافظات، ويعملون على ذلك.