منذ العام (1365ه - 1946م) حيث كان عبد الله بن عبد العزيز ضمن الوفد الكبير المصاحب لصقر الجزيرة الملك المؤسس - طيب الله ثراه - إلى مصر حيث بقي الملك عبد العزيز في مصر عدة أيام جال فيها على الكثير من المواقع والمنشآت الثقافية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية لينقل جميل هذه التجارب إلى وطنه الناشئ المملكة العربية السعودية من تلك الرحلة الملكية الميمونة، وعبد الله بن عبد العزيز حاضر بقوة في خدمة دينه ووطنه ومن سبقه من الملوك رحمهم الله. هذه السنوات الطوال وصحبته لإخوانه الملوك أكسبته خبرة وحكمة وصبرا وسياسة يرى كل مواطن أثرها في موقع المملكة الكبير بين كافة دول العالم. وليس غريبا أن يكون الملك عبد الله حاضرا في أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم. وليس غريبا أن يكون هذه الملك حاضرا في قلوب الجميع، فقد لقبت السعودية في عهده الزاهر بمملكة الإنسانية. محطات كثيرة يشاهدها القارئ في هذه الصور لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أمد الله في عمره - ما بين صحبته لوالده، وقيامه بأعباء الشأن العام في وطنه. في العام 1382ه استلم قيادة الحرس الوطني ليجعل منه الجهاز الممسك بالعصا من المنتصف بين القيام بالجوانب العسكرية خير قيام والذود عن الوطن بكل اقتدار والسهر على أمنه وراحة مواطنيه، وفي الوقت نفسه رأينا الحرس الوطني جهازا ثقافيا حضاريا يقوم بدوره الكبير في تثقيف المواطن بثقافة وطنية والجنادرية خير شاهد. ومع العام 1395ه كان عبد الله المحبوب على موعد مع مسؤولية جديدة اجتمع فيها التشريف مع التكليف حين صدرت التوجيهات الكريمة بأن يكون نائبا ثانيا، وهكذا تزيد المسؤولية عند عبد الله ليزيد الإبداع في خدمة الوطن وسكانه ومقيموه. وفي العام 1402ه يبايع فهد بن عبد العزيز ملكا على البلاد، ليكون عبد الله شريكه وولي عهده في هذه المسؤولية الكبيرة في بلاد هي محط أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وعبد الله كما عهده الناس حاضرا في تحمل المسؤولية الجديدة وما معها من أعباء جديدة ومسؤوليات جسام. ثم يحل العام 1426ه وفيه يبايع عبد الله بن عبد العزيز ملكا على البلاد، ويؤكد على نهجه الكبير في نصرة الضعيف والمظلوم، ويؤكد على ما يتشرف به كل حكام هذا الوطن من أن لقبهم الحقيقي هو خادم الحرمين الشريفين. وها نحن اليوم نحتفل بذكرى بيعة ملك القلوب وصقر العروبة الذي تسابقت إليه الألقاب محبة وتقديرا وولاء. حفظك الله يا أبا متعب.