في الذكرى السابعة للبيعة المباركة، وبعد سنوات طويلة من العطاء الوطني السخي، وعبر العديد من المناصب التي تقلدها في مسيرته القيادية العادلة الفريدة، من الصعب، بل من المستحيل أن نحصي إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مقال واحد، لأن ما حققه لوطننا الغالي على مدى أكثر من نصف قرن من العطاء يحتاج إلى كتب ومجلدات، فالسنوات السبع لعهده الزاهر هي امتداد لمسيرة عطاء بدأت منذ الحادي عشر من شهر رمضان عام1382ه، حين أصدر المغفور له بإذن الله الملك سعود بن عبدالعزيز مرسوماً ملكياً يقضي بتعيينه - حفظه الله - رئيساً للحرس الوطني، مروراً بعام 1395ه، حين أصبح نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني، وعام 1402ه، حين أصبح ولياً للعهد، وصولاً إلى عام 1426ه، وتحديداً يوم السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من عام 1426ه، حين بايعه الشعب السعودي ملكاً للمملكة العربية السعودية، ليكمل مشوار العطاء، ويرسي مبادئ العدل والإصلاح والنماء، لذلك سأركز هنا على نقطتين أساسيتين هما: (السلم الدولي والإصلاح الداخلي)، فعلى المستوى الخارجي كانت له مواقف حكيمة تهدف إلى أن يعم السلام كل أرجاء العالم، من خلال مواقفه الحازمة والحكيمة مع الحق بالنسبة لقضايا الأمة العربية والعالم الإسلامي، ويتجلى ذلك في زيارته الشهيرة للفاتيكان التي دعا خلالها إلى أهمية الحوار بين الأديان والحضارات لتعزيز التسامح والأمن بين شعوب العالم، ودعوته للعلماء المسلمين في مختلف فروع المعرفة ليضعوا خطة للنهوض بالأمة الإسلامية، وبذل الكثير من الجهود للإصلاح بين الأشقاء من العرب والمسلمين وتعميق الروابط الأخوية بين الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي وفي الجامعة العربية وبين دول العالم الإسلامي، ودعوته لمحاربة الإرهاب. أما على المستوى الداخلي، فقد كان (الإصلاح) على قائمة أولوياته للنهوض بالمملكة ووضعها في مصاف الدول الأكثر تقدماً في العالم، حيث تولى خادم الحرمين الشريفين العديد من المسؤوليات التي كان لها أثر عميق في نهضة المملكة، ومن أبرز تلك المسؤوليات رئاسته للمجلس الاقتصادي الأعلى، ورئاسته للهيئة العامة للاستثمار، ورئاسته لمؤسسة الملك عبدالله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، ورئاسته لمؤسسة الملك عبدالعزيز لرعاية الموهوبين، وإنشاؤه لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تبلغ استثماراتها مئة مليار ريال ويتوقع أن توفر خمسمائة ألف وظيفة للسعوديين، وإنشاؤه لمركز الملك عبدالله المالي وصندوق الاستثمار لذوي الدخل المحدود، وإنشاؤه لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي يتوقع أن تكون لها مكانة عالمية رفيعة، وإنشاؤه لمساكن لذوي الدخل المحدود من خلال مؤسسة الملك عبدالله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، وإنشاؤه لهيئة حقوق الإنسان، وإنشاؤه لمركز الحوار الوطني لمناقشة القضايا الوطنية الفكرية، وتخصيصه لأكثر من عشرة مليارات ريال للعناية بالمسجد الحرام، وإنشاؤه لوقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين، وإكمال مشروعات بناء المسجد النبوي وتوسعته وتظليل الساحات المحيطة به، وغير ذلك من الإنجازات الكبيرة التي حققها في سبع سنوات من عهده العامر بالعطاء، وإذا كنت توقفت هنا عند اهتمامه - حفظه الله ورعاه - بالسلام والإصلاح، فهذا يعني أنني على يقين بأنه لا يمكن في مثل هذه العجالة أن أفي قامة كبيرة بحجم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حقها، فخادم الحرمين الشريفين أكبر من المقالات والكتابات، وأنا هنا - كواحد من أبناء الشعب السعودي - وفي الذكرى السابعة للبيعة المباركة، لا أملك إلا أن أقول له: (دمت ودام عز الوطن بك يا خادم الحرمين الشريفين). العميد ذوقان بن معاشي العطية - الحرس الوطني