وُلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «حبيب الشعب» في مدينة الرياض سنة 1343ه (1924م)، وعاش في كنف والده الملك عبدالعزيز آل سعود، ونشأ منذ طفولته في محيط القيادة الواعية، والعقيدة الإسلامية السمحة، في عمق وصفاء، وشمائل عربية متعددة من الرجولة والصدق، وقوة الإرادة، ونقاء السريرة، والشجاعة، فمعلّمه الأول هوالملك عبدالعزيز الذي أثّر فيه تأثيرًا واضحًا، وأفاد الملك عبدالله من مدرسة والده وتجاربه في مجالات الحكم والسياسة والإدارة، وتلقى تعليمه ملازمًا لكبار العلماء والمفكرين الذين عملوا على تنمية قدراته بالتوجيه والتعليم أيام صغره، لذلك فهوحريص دائمًا على التقاء العلماء، والمفكرين، وأهل الحل والعقد، سواء من داخل المملكة أو خارجها. والدعامة الثانية هي ثقافته التي استمدها من قراءاته المختلفة في جوانب العقيدة، والفكر والثقافة، والسياسة، والتاريخ، أسس مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض، ويشرف عليها، كما أسس شقيقتها الأخرى في الدارالبيضاء بالمغرب، وتأكيدًا على اهتمام الملك عبدالله بالثقافة فقد أنشأ في 2/7/1405ه المهرجان الوطني للتراث والثقافة فهو (صاحب فكرة المهرجان) الذي أصبح يُقام سنويًا في الجنادرية. ويُعرف عن الملك عبدالله بأنه من الشخصيات النادرة في وطننا العربي التي تتعامل مع الأحداث بكل الصراحة والوضوح، والحكمة والاعتدال، والشجاعة في مواجهة المواقف، كلماته تخرج حاسمة من نفس مؤمنة بما تقول وتعتقد، يحترم الملك عبدالله مَن يتعامل مع بلاده بالندية، فكرامة بلده ووطنه ينبغي ألا تمس، فالعالم وجد ليتعاون، تم اختياره لكفاءته وصفاته القيادية لقيادة الحرس الوطني في عام 1382ه (1962م)، وعُيّن نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء في 17/3/1395ه (29/3/1975م)، واتّسمت خطواته في العمل العام بالاتزان والحكمة وبُعد النظر، فضلاً عن اهتمامه الواسع بالقضايا العربية والإسلامية. وبعد وفاة الملك خالد -يرحمه الله- في عام 1402ه، بايع المواطنون خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ملكًا في 21/8/1402ه (13/6/1982م)، كما بويع الملك عبدالله -آنذاك- وليًّا للعهد، وفي اليوم نفسه صدر أمر ملكي بتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، ورئيسًا للحرس الوطني. وبعد وفاة الملك فهد -يرحمه الله- في 26 جمادى الآخرة عام 1426ه، بايع المواطنون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكًا في 28/6/1426ه (3/8/2005م)، كما بويع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وليًا للعهد.