لا تقدم التهاني اليوم لمن أكمل دراسته الجامعية فحسب، بل تتعداه إلى عضو هيئة التدريس والجامعة والمجتمع والبلد بأسره، إننا اليوم نعيش في منظومة تنموية متكاملة تدعمها الرؤية الثاقبة لرائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وتسخيره لكل الإمكانات للرقي بالعلم وأهله وتخصيص الحصة الأكبر من ميزانيات الخير للأعوام السابقة وهذا العام لدعم العلم والتعليم. إن قرار اعتماد الجامعات الناشئة التي تتوزع جغرافياً لتغطي أرجاء المملكة كافة والتي جاءت كرافد من أهم الروافد التي تلامس حياة المواطن اليومية وفي شتى المجالات علمية اجتماعية واقتصادية قرار سليم، وقد حظيت كل مدينة كبرى بالمملكة بمدينة جامعية أصبحت الآن أحد المعالم والواجهات الحضارية لها، ليصبح عدد الجامعات الحكومية بالمملكة 24 جامعة. وجامعة الباحة إحدى هذه الصروح وقد انطلقت شرارة العمل فيها بصدور الموافقة السامية بتأسيسها في عام 1427ه، ومنذ ذلك الحين والعمل لم يتوقف لاستكمال المباني والبنية التحتية للمدينة الجامعية والتي تقع بمحافظة العقيق شرق منطقة الباحة. فقامت وزارة التعليم العالي ممثلة بالإدارة العامة للمشاريع بدراسة وتصميم كامل المدينة بأحدث الطرازات العمرانية ثم قامت بإنشاء مباني كليتي العلوم والمجتمع والمباني المساندة والتي تم الانتهاء منها بالكامل وتضم حالياً بين جنباتها أكثر من ستة آلاف طالب. كما يجري العمل حالياً على إنشاء عدد من الكليات الجديدة والتي تنال عناية واهتمام سمو أمير المنطقة الأمير مشاري بن سعود، ومتابعة معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سعد بن محمد الحريقي وتضم الإنشاءات الجديدة كلاً من كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية الهندسة، مبنى إدارة الجامعة، إسكان الطلاب العزاب (المرحلة الأولى)، إسكان أعضاء هيئة التدريس (المرحلة الأولى)، والمستشفى الجامعي. وبالإضافة إلى المدينة الجامعية، نالت المحافظات بالمنطقة نصيبها من المشاريع، فقد تم اعتماد ثلاثة مشاريع لكليات جامعية بكل من محافظة المخواة والمندق وبلجرشي بقيمة إجمالية بلغت 270 مليون ريال والتي تعكف الجامعة حالياً على تصميمها ليتم طرحها قريباً بإذن الله. بعد هذه اللمحة السريعة على مشاريع الجامعة لم يتبق إلا أن نهمس في أذن كل خريج وخريجة ونقول، وطنكم قدم لكم الكثير وينتظر منكم الكثير. محاضر بكلية الهندسة - المشرف العام على الإدارة العامة للمشاريع