في يوم السبت الموافق 25-5- 1434ه تلقيت نبأ أحزنني وهو وفاة الأخ الكريم فقيد الجميع الشيخ عبد العزيز بن عبد العزيز بن حميد -رحمه الله وأسكنه فسيح جنَّاته - الذي تربطنا به قرابة وصداقة منذ صغره، حيث إننا جميعًا نحن وإياه أخوالنا آل بكر وجدة والدته عمتي شقيقة أبي، ومنذ صغره -رحمه الله- لنا معه ارتباط وعلاقة قوية تملأها المَحَبَّة والتقدير والاحترام، إن أسرة الفقيد -رحمه الله- أسرة آل حميد أسرة كريمة لها ارتباط نسب مع أسرة آل بكر وغيرها من الأسر، فوالد سماحة الشيخ عبد الله والشيخ عبد العزيز أبناء محمد بن حميد -رحمهم الله- أخواله أسرة آل بكر ومرتبط معهم بعلاقة وطيدة لأنني أعرف أن لهم إرثًا من ملك آل بكر في صياح بالرياض فيما يخص جدي إبراهيم بن عمر بن بكر -رحمه الله- الذي هو شقيق العم محمد بن عمر بن بكر -رحمه الله- الذي يُعدُّ والد والدتي وللخال عمر لأنّه توفي والدهم وهم صغار وحل محل والدهم، بل إنّه يفضلهم على أولاده، وأسرة آل بكر لنا معهم ارتباط، حيث إن مجموعة منهم نحن أخوالهم، لقد توفي والد سماحة الشيخ عبد الله والشيخ عبد العزيز بن حميد وهم صغار في السن ووالدتهم ابنة صالح ابن صالح من أهل الرياض المعروفين في الباطن والعود والذين تملكوا في العيينة والخرج وهم من أهل الرياض القدامى ولهم مكانتهم وقيمتهم في المجتمع، ولقد تزوج الخال محمد بن عمر البكر والدتهم بعد وفاة والدهم. نعود إلى فقيدنا الأخ عبد العزيز ونتكلم عن نشأته -رحمه الله- حيث توفي والده الشيخ عبد العزيز -رحمه الله- شقيق سماحة الشيخ عبد الله بن حميد -رحمه الله- وهو في بطن أمه وسمي على والده «عبد العزيز» ليصبح عبد العزيز بن عبد العزيز بن محمد بن حميد، وقد تربى في صغره عند جدة الخال محمد بن عمر البكر -رحمه الله- بجانب والدته منيرة بنت محمد بن عمر البكر، وبعد أربع سنوات تقريبًا تزوجت والدته -رحمها الله- الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم بن صالح، الذين هم أخوال سماحة الشيخ عبد الله والشيخ عبد العزيز بن حميد -رحمهما الله - وأنجبت من الشيخ عبد الرحمن بن صالح -رحمه الله- سعد ومحمد والجوهرة ونورة وهؤلاء إخوان الفقيد من والدته منيرة بنت محمد بن بكر، لقد قرأ الفقيد القرآن الكريم في الكتاتيب على الشيخ محمد بن سنان في الرياض وعندما عيَّن الملك عبد العزيز -رحمه الله- سماحة الشيخ عبد الله بن حميد قاضيًا في المجمعة بعد الشيخ عبد الله العنقري -رحمهما الله- طلب سماحة الشيخ عبد الله من جد الفقيد لأمه الخال محمد بن بكر ومن جدة الفقيد سارة بنت ناصر المسردي وهي بنت عمتي التي والدتها شقيقة والدي حسب ما أشرت إليه أعلاه بأن والدة عبد العزيز جدتها عمتي بنت ثنيان، حيث طلب سماحة الشيخ عبد الله منهما انتقال ابن أخيه عبد العزيز معه إلى المجمعة، وقد اعتنى سماحة الشيخ عبد الله به عناية فائقة، حيث كان يفضله على أبنائه، وقد تَلقَّى تعليمه بتوجيهات سماحة الشيخ عبد الله -رحمهما الله- مما أتاح له الاطِّلاع على أمَّهات الكتب، وبعدها انتقل مع عمه سماحة الشيخ عبد الله إلى القصيم إلى أن استقر به المقام في مكَّة المُكرَّمة حتَّى توفي فيها -رحمه الله- ودفن بمقبرة العدل. لقد كان الفقيد منذ صغره يتمتع بأخلاق فاضلة ومحافظًا على طاعة الله ومحبًّا لطلب العلم وواسع الثَّقافة.. يتصف بالهدوء وحسن الاستماع لمحدِّثه حريصًا على الصلة بأهله وأقاربه ومعارفه حتى إنه إذا قدم إلى الرياض يحرص أشد الحرص على لقاء كل من له صلة به وطيلة فترة وجوده في الرياض يكون محل حفاوتهم حتى إنه لا يستطيع أن يقبل دعوات الجميع لكثرتهم. أسأل الله العلي القدير أن يتغمَّد فقيدنا بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنَّاته ويلهم أهله وذويه الصَّبر والسلوان ونتقدم بتعازينا القلبية لمعالي الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد وإخوانه وأخواته الذين كانوا يعدّون الفقيد والدًا لهم ويكنون له كل محبة وتقدير واحترام وأبناء وبنات الفقيد وإخوان الفقيد سعد ومحمد وأختهم نورة أبناء عبد الرحمن بن صالح وجميع أسرة آل حميد وآل بكر وآل صالح. {إِنَّا لِلّهِ وأنا إليه رَاجِعونَ}