يعد مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة نموذجا حيا للتطور والرقي الذي تشهده المملكة العربية السعودية في كافة المجالات وهو المؤتمر الثقافي التراثي الإنساني الذي تتبناه المملكة العربي السعودية والذي ساهم في السنوات الأخيرة في الارتقاء بالذائقة التراثية والثقافية ومحاكاة الحضارات والتراث في أجمل صوره معبرة يشاهدها المرء على الطبيعة، لقد عاصرت نشأة هذا المهرجان العالمي والذي لم يعد محليا ولا إقليميا وكانت البداية البسيطة في عام 1405-1986م، حيث كان الافتتاح في 13-7-1405ه لبعض الفعاليات البسيطة لبعض الحرفيين وسباق الهجن وبعض الدكاكين البسيطة وفي عام 2-7-1406ه أقيم المهرجان الثاني واستمر أسبوعين شهده أكثر من نصف مليون زائر. وتم فيه إقامة عدد من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية، شارك فيها حشد كبير من المفكرين والكتاب العرب بلغ عددهم أكثر من (100) كاتب ومفكر. كما نُفذ فيه العديد من الفعاليات منها العروض الشعبية شاركت فيها ثلاث عشرة فرقة شعبية مثلت مختلف مناطق المملكة كما نشر الحرفيون مقتنياتهم في (57) دكانا بالإضافة إلى (12) معرضاً. وفي المهرجان الثالث المقام في 18-7-1407ه تخصص في إقامة الندوات الثقافية الكبرى لكبار المثقفين والمفكرين العرب.. وتخصيص ندوات لمناقشة مواضيع معينة تطرحها الأمانة العامة للمهرجان. ثم توالت نشاطات المهرجان المتعددة لتشمل كافة الأنشطة الثقافية والتراثية واستضافة دولة صديقة كضيف شرف للمهرجان في كل عام، وهذا العام يستضيف المهرجان جمهورية الصين. ويأتي (جكي شان) ليكون على رأس الوفد الفني للمهرجان دليل الاهتمام بالقيمة العامة لمفهوم المهرجان وتطوره في السياق العالمي كما أنه يقام من خلال نشاطات المهرجان مسابقة خادم الحرمين الشريفين لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية للطلاب والطالبات بمشاركة أكثر من (2000) طالب وطالبة. والمهرجان يخطو بسرعة نحو العالمية والتأصيل التاريخي في ظل الرعاية الكريمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين الذي كان صاحب الفكرة ومؤسسها وتابعها صاحب السمو الملكي الأمير - بدر بن عبدالعزيز وساير أصولها وثبتها وساند خطواتها رئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير - متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وبذل الحرس الوطني جهودا غير عادية منذ انطلاقة المهرجان في عام 1405ه وحتى يومنا هذا. وساهم بشكل واضح ومعروف برعاية هذا المهرجان ودعم مسيرته أمنيا وميدانيا. والحرس الوطني يساهم بشكل واضح وفعال في نشاطات ثقافية وطبية وعلمية ولا يقتصر عمله على الدور العسكري وجهوده معروفة للجميع. ويجب علينا نحن السعوديين أن نفخر بهذا المنجز الرائع الذي تتحدث عنه الدول والعلماء والمفكرين والكتاب والرواة والحرفيين وأصبح مشهدا ثقافيا تراثيا حضاريا ومعلما من معالم عصرنا الراهن في وطن الأمن والرخاء في ظل هذه القيادة الميمونة والدعم السخي في كل نشاط يرفع من مستوى الفكر والثقافة والتراث ويخدم الموروث ويحفظه. وأهداف المهرجان معلنة وواضحة ومن أهدافه المهمة والرئيسية ما يلي: 1. التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف. 2. إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية. 3. والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي. 4. تشجيع اكتشاف التراث الشعبي وبلورته بالصياغة والتوظيف في أعمال أدبية وفنية ناجحة. 5. الحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال. 6. العمل على صقل قيم الموروث الشعبي ليدفع برموزه إلى واجهة المخيلة الإبداعية ليكون في متناول المبدعين خيارات من موروثاتهم الفنية بألوان الفن والأدب. 7. تشجيع دراسة التراث للاستفادة من كنوز الإيجابيات كالصبر وتحمل المسئولية والاعتماد على الذات لتدعيمها والبحث في وسائل الاستغلال الأمثل لمصادر البيئة المختلفة. 8. العمل على التعريف بالموروث الشعبي بواسطة تمثيل الأدوار والاعتماد على المحسوس حتى تكون الصورة أوضح وأعمق، وإعطاء صورة حية عن الماضي بكل معانيه الثقافية والفنية. أما فعالياته فتتنوع في عدة نشاطات أهمها: 1. سباق الهجن. 2. الأوبريت. 3. سباق الفروسية والتحمل. 4. الشعر الشعبي. 5. السوق الشعبي. 6. الفنون والألعاب الشعبية. 7. العروض التراثية لإمارات المناطق. 8. الأزياء الشعبية. 9. معرض الكتاب. 10. مركز الوثائق والصور. 11. مؤسسات حكومية وشركات. 12. استضافة دولة من دول العالم للمشاركة في المهرجان. لذلك فيحق لنا جميعا نفاخر بما وصل إليه المهرجان ولكن يجب أن نسعى لترشيد الفعاليات بما يتناسب مع عصرنا وأن نصطحب الأبناء ليشاهدوا تراث الأجداد وكذلك أحدث التقنيات المعروضة على هامش المهرجان والاستفادة من الفعاليات المتعددة وجعلها في الخزينة التوعوية لجيلنا الجديد وكل جنادرية وأنتم بخير. [email protected]