تستفزني المداولات والنقاشات والأخذ والرد حول حق المرأة بممارسة أي شأن من شؤون الحياة وفق اختيارها وقرارها، والنيابة عنها في التفكير واتخاذ القرار فيما يخصها وتبادل عبارات من نوع منع المرأة، السماح للمرأة يصلح للمرأة، لا يصلح للمرأة، هذا يستفزني أكثر من المنع ذاته.. وكلما طالت مرحلة النقاشات كلما صار الأمر مؤذيا وجارحا لكل امرأة تصنف نفسها مواطنا كامل الأهلية مثلها مثل شقيقها الرجل تماما من هي المرأة هذه التي يتحدثون عن السماح لها أو منعها؟ هل هي أنا وأنت وأنتن؟ هل هن النساء اللاتي نافسن الرجال في ميادين العطاء الوطني المشرف؟ هل هن النساء اللاتي أمضين ذؤابة عمرهن في تربية الرجال وصناعة الأجيال؟ من هن هؤلاء النسوة العاجزات الكسيرات اللاتي تتحدثون نيابة عنهن؟ ويتناقشون في أمورهن كما لو يكن بلا عقل أو تمييز؟ أين هن؟ لماذا لا يخرجن للنور ويتحدثن عن أنفسهن ويقلن ها نحن ذا نسوة الوطن هذا نريده وهذا لا نريده هذا يناسبنا وهذا لا يناسبنا! بل إن النساء أنفسهن لا بد أن ينأين عن الحديث بصيغة الجمع لأن الحقوق فردية، هي حق للإنسان وله أن يقدم أو يحجم! قد تؤيد (ص) قيادة المرأة للسيارة لكنها قد لا تقودها! قد تقبل (س) المبدأ والتطبيق، وهذا ينطبق على فكرة العمل أو غيرها من الحقوق. وما تريده نورة قد لا تريده فريدة وما الضير في ذلك إن الحياةً مساحة واسعة وتجربة قائمة وقابلة لاستيعاب كل الأنماط والشرائح فالحياة خصبة والله جل جلاله جعل من اختلافنا وتبايننا لونا من ألوان معجزة خلقه. كل ما لم ينزل نص صريح في تحريمه هو حلال وحق للنساء غير منقوص، نتمنى أن تحصل عليه كل امرأة لأنه حقها الذي لا مواربة فيه. [email protected] Twitter @OFatemah