رياض الأدب تشكو الجفاف.. يراودها العطش.. تطل أشجارها على الينابيع وقد اضمحلت.. وثمارها وقد عجفت.. والطير تنقب في آخر بذورها العطبة.. الأدب الجميل.. تلك الكتابات المضمخة بالدهشة والنفَّس الشجي.. والرقي الفكري, والجمال الأدبي..والبهجة اللغوية.. المتزيية بالثوب الأخضر.., واللآلئ من الحروف.., والتعابير المدهشة.., بأحلام.., ومخيلات.. وابتكارات المبدعين توارت.. لملمت بقاياها في الرفوف.. انزوت في أركان صامتة ينعق فيها بومُ البيْن.., ويمزقها أشلاءً شسْع ُالبوْن..! انصرف عنها القوم يتلاهفون الوجبات السريعة لكتابات خالية من النكهة, والطعم.., انبجست المحابر برشاش الأحبار الزائفة.., وتلك والراجفة, والأخرى المفرغة من اللون.. والرائحة..! الهلام خيم.. ووحشة تزداد..! خف ميزان الذائقة.. تضمخ بغبار الدوامات.. واختلاف المعايير.., وخفة المكاييل.. وانحسر الجمال..!! لم يعد هناك إرث جديد للانتماء.. لا من يمكنه الآن أن يستطعم.. أو يرتوي.. فيكون كأولئك رافعياً, أو طحسينيا, أو عقادياً..و.. و.. فلا ثراء يورث.. ولا جمال يؤثِّر.. انحسر الجمال.. جاعت الذائقة..!! عطشت رياض الأدب..!! ربما لأن كل شيء أصبح خارج الميزان..!! والنُّدرةُ يخفيها العجاج..! عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855