كتب الدكتور زهير محمد جميل كتبي مقالاً شائقاً في جريدة (الجزيرة) بتاريخ 9 جمادى الأولى 1434ه عن السيد أحمد عبدالوهاب نائب الحرم رئيس المراسم الملكية سابقاً، وقد وصفه بما يستحق من الثناء والتقدير، والسيد أحمد عبدالوهاب من رجال الدولة في مرحلة ذهبية من مراحل النهضة الحديثة. ويقترن اسم أحمد عبدالوهاب نائب الحرم عند المكيين بلقب (السيد) نسبة إلى السادة من ذوي الحسب والعلم والفضل. والسيد أحمد عبدالوهاب كما يبدو انصرف إلى حياته الخاصة ولا يميل إلى الظهور أو الحديث لوسائل الإعلام عن ما عاصره من أحداث وشخصيات خلال ممارسته العملية في المنصب الهام الذي كان يشغله تحت قيادة من تعاقبوا على الحكم من أبناء الملك عبدالعزيز رحمه الله. وقد أشاد الدكتور زهير كتبي بشخصية وعبقرية السيد أحمد عبدالوهاب وما يتمتع به من مزايا وصفات رجل الدولة الدبلوماسي، ولا غرو أن يكون كذلك فهو من مدرسة الفيصل بن عبدالعزيز التي برز منها الرجال الأفذاذ الذين حملوا ما أنيط بهم من مسؤوليات بكل جدارة واقتدار، وكانوا في مستوى ثقة القيادة. ولا شك أننا بحاجة إلى معرفة ما حفلت به مراحل النهضة من رجال الدولة السابقين العارفين ببواطن الأمور، وعاشوا ظروف وأحداث وتحولات المراحل السابقة أمثال السيد أحمد عبدالوهاب الذي يعتبر من رموز الوطنية والعطاء والإخلاص. وقد ذهب الدكتور زهير كتبي إلى القول: (أجزم أن السيد أحمد عبدالوهاب نائب الحرم هو أقدم رئيس للمراسم والتشريفات الملكية السعودية..إلخ). وحسب معلوماتي أن التشريفات الملكية موجودة منذ بداية عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله-. وفي كتاب (توحيد المملكة العربية السعودية) للأستاذ محمد المانع الذي كان مترجماً بديوان الملك عبدالعزيز يصف المؤلف ما كان عليه الوضع حين بداية عمله بالديوان عام 1344ه - 1926م ويذكر أن رئيس التشريفات في تلك الحقبة كان (إبراهيم بن جميعة) وفي الستينات الهجرية أواخر عهد الملك عبدالعزيز كان يتولى شؤون التشريفات الأستاذ فؤاد شاكر الذي استدعاه الملك عبدالعزيز وأسند إليه رئاسة تحرير جريدة (أم القرى) الجريدة الرسمية للحكومة السعودية، ثم أمر الملك عبدالعزيز بتعيين الأستاذ فؤاد شاكر في رئاسة التشريفات الملكية، وكان موضع ثقة وتقدير رائد النهضة الملك عبدالعزيز - رحمه الله-. وفي عهد الملك فيصل - رحمه الله- تحوّلت التشريفات إلى اسم المراسم الملكية، وأصبح السيد أحمد عبدالوهاب رئيساً للمراسم الملكية وامتدت خدمته من عهد الملك فيصل حتى عهد الملك فهد - رحمهما الله-. ومن بعده إلى العهد الحاضر يتولى رئاسة المراسم الملكية معالي الأستاذ محمد الطبيشي - وفَّقه الله-. ومن الوفاء أن نذكر بالتقدير والعرفان جهود رجال الدولة المخلصين الذين أسهموا بجهودهم في مراحل النهضة الحديثة التي يواصل قيادتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيَّده الله وسدَّد على دروب الخير خطاه. - أحمد بن محمد الصائغ