لا اعتقد أن هناك صحافياً محترفاً يمكن أن تسنح له الفرصة في حضور المجلس الأسبوعي المفتوح للأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (متعه الله بالصحة والعافية) في قصره العامر الجديد المطل على ضفاف وادي حنيفة، دون أن يخرج بمشاهدات وصور ومفارقات وانطباعات عديدة عن هذا اللقاء الديمقراطي الذي يجمع رمزاً قيادياً وركناً ملكياً على رأس هرم السلطة السياسية بفئات مختلفة من أبناء الوطن فيهم العلماء والأعيان وشيوخ القبائل والمسؤولين والمثقفين والأكاديميين واصحاب القضايا والبسطاء والمعوزين والمعوقين وغيرهم، إضافة لبعض الضيوف الزائرين..!! ويحسب للأمير سلمان، حرصه على استمرارية هذا اللقاء الأسبوعي الذي يجمعه بمواطنيه على مدى أعوام طويلة، غير لقاء يومي آخر يعقده عقب صلاة الظهر في مكتبه الرسمي، وهو يهدف من وراء ذلك عدم الاكتفاء بما يصله من تقارير من الأجهزة والإدارات المختصة حول أوضاع وقضايا المواطنين، والتعرف مباشرة منهم على أحوالهم واحتياجاتهم، وإيجاد الحلول الممكنة لها..!! وقد تسنى لي في فترات متفاوتة حضور هذا المجلس الأسبوعي للتشرف بالسلام على (أبي فهد) والاستماع لحواراته والقضايا التي يطرحها للنقاش مع الحضور دون تفرقة فالجميع كلهم ضيوفه في داره، ولا أخفيكم أنني استمتع أيضاً بمشاهدتي لتعامل الأمير سلمان مع زائريه وهو صاحب الخبرة الطويلة في هذا المجال..!! وأنا هنا أحسد الأمير سلمان على سعة ورحابة صدره المتناهية وطولة باله وعظيم صبره وجلادته على تحمل (صلافة وحدة وخشونة) تعامل بعض المراجعين من أصحاب القضايا والحاجات أثناء الحديث مع سموه الكريم، إلى درجة رفع الصوت عالياً، مما يلفت انتباه حضور المجلس، وهذا يعد سوء سلوك خارج عن الذوق والأدب ولا يليق مع ولي الأمر، والأغرب من مثل هذا التصرف المزعج غير المهذب أن صاحبه يخرج من المجلس -في حضرة الأمير سلمان- بسلام إلى أهل بيته، دون أن يلاحقه ويعتقله رجال الأمن لمسائلته ومعاقبته على سوء تصرفه وتعامله مع (ولي الأمر)!!، ولقد شاهدت بأم عيني في جلسة مساء الأحد الماضي، أحدهم يلاحقه بعض موظفي المكتب الخاص - ليسوا رجال أمن - وأعتقد أنه بتوجيه من الأمير سلمان لأخذ المزيد من المعلومات لقضيته لمعالجة الوضع، رغم أنه رفع ضغط الأمير، لكنه تعامل (سلمان) الإنسان الحكيم الحليم مع مواطنيه..!! ومثل هذا التصرف من مثل هكذا مراجعين لو حدث في بلدان سلطوية غير السعودية وأمام مسؤولين أقل مكانة ومنصباً من الأمير سلمان، لكانت أسرهم وأهاليهم، قد (تعزّوا) فيهم..!! فأي تعامل ديمقراطي هذا الذي يمارسه ولي العهد (سلمان) الذي يحيل حنقه وغضبه من تصرف غير مهذب من أحد مواطنيه إلى مزيد من الحرص والاهتمام والرعاية لقضيته التي جاء من أجلها، وخانه (سوء التصرف) في مخاطبته لولي الأمر حيالها..!! لكن يبدو أن الأمير سلمان قد تعود منذ أمد طويل مع هكذا تصرفات غير سوية من بعض المراجعين، الذين بعضهم يبقون في مجلسه وتناول طعام العشاء معه على مائدته .. فهاهي الديمقراطية الحقة.. أيها السادة..!! عندما أسرد مثل هذه المشاهدات التي لاتعد جديدة على مجلس الأمير سلمان، فأنا استشهد فقط بصور من ديمقراطية (سلمان) في مجلسه الأسبوعي، وأنا هنا أجزم بأننا لن نشاهد مثيلاً لها، لوكان في (البيت الأبيض) أو مقر (رئاسة الحكومة) في الهند، مجلس مثل مجلس (سلمان)..!! ليت (المراسم الملكية) تدعو بعضاً من الوفود الزائرة لحضور مجلس الأمير سلمان، لأن الكثير من شعوب العالم، لا يشاهدون قادتهم إلا على(شاشات التلفزيون)..!! [email protected]