سعادة رئيس تحرير الجزيرة المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: طالعتنا صحيفتكم بعددها رقم 14715 الصادر بتاريخ 29-2-1434 بلقاء مع معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم من خلال صفحة (قبة الجزيرة)، حيث تناول معالي الوزير قضية طالما شغلت بال الكثيرين من المواطنين ألا وهي قضية (الاحتطاب الجائر لأشجار المراعي والغابات) وما قامت به وزارة الزراعة من خطوات للحد من هذه الظاهرة التي أسهمت في التأثير على الغطاء النباتي وازدياد التصحر في أراضي المملكة التي هي بأمس الحاجة لهذه الأشجار علاوة على الأضرار المترتبة على قطع الأشجار بالنسبة لأصحاب المواشي. وللحقيقة أن المواطنين كانت فرحتهم كبيرة بتفعيل قرار منع بيع الحطب المحلي في كافة مدن ومحافظات المملكة لأن ذلك سيسهم في الحد من التعدي على الأشجار بمختلف أنواعها وهنا ومن خلال منبر الجزيرة نتوجه لمعالي الوزير بخالص الشكر والتقدير على حرصه وتفاعله مع تطبيق القرار، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمامه وتغليبه المصلحة العامة على الخاصة وبهذه المناسبة نود نوجه تساؤلنا لمعالي الوزير وفقه الله: هل تم توفير الحماية الكافية لمراقبة المراعي والغابات وحماية أشجارها من الاحتطاب الجائر ونحن على ثقة تامة بمعالي الوزير من أنه يدرك أهمية الحفاظ على الأشجار من التعدي عليها.. ونلفت نظر معاليه إلى أنه لا يزال الاحتطاب الجائر قائماً حتى الآن ولا يزال هناك ممن لا تهمهم مصلحة الوطن يعبثون بأشجار المراعي خصوصاً أشجار الإرطاء في النفود وأشجار الأودية والشعاب. كما لا يزال هناك بعض المواطنين لا يزالون يمتهنون الاحتطاب بشكل مستمر وبيعه على زبائنهم بالخفية. من هنا نناشد معالي الوزير باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير فرق مراقبة لأشجار المراعي والغابات للحفاظ على هذه الثروة الوطنية الهامة والتي بدأت تندثر بشكل ملحوظ في بعض الأماكن ولعل معالي الوزير يشاركنا الرأي بأن توفير الحماية للشجرة من التعدي عليها أولى من منع البيع في الأسواق. من باب -الوقاية خير من العلاج- ولأنه إذا تم قطع الأشجار وتوالى ذلك عليها في مختلف الأماكن فإن هذا ينذر باندثارها تماماً كما هو مشاهد الآن في بعض المراعي التي أصبحت جرداء قاحلة لا يوجد فيها أي أثر للأشجار، وبالتالي فإن أي إجراءات تتخذ بحق المخالفين بعد التعدي عليها لن تعيد لها الحياة مرة أخرى والأمل معقود بالله ثم بمعالي الوزير د. فهد بالغنيم بالتوجيه بتخصيص فرق ودوريات للحماية والمراقبة المستمرة لأشجار المراعي والغابات وعلى مدار العام حفاظاً على هذه الثروة الوطنية من الاندثار ومحاربة التصحر الذي بات يهدد بلادنا، ولا ننسى في هذا المقام أن نشيد بالجهود التي اتخذتها محافظة الزلفي بتشكيل لجنة لمراقبة المراعي ومتابعة المخالفين وتوجيه المراكز التابعة لها والجهات الأمنية بذلك، ولكن نظراً للمساحة الشاسعة لمواقع الأشجار سواء في الأودية أو المنتزهات أو نفود الثويرات فإن هذه الجهود (التي تذكر فتشكر) لن تغطي هذه المساحات الشاسعة مما يعني أن مراعي محافظة الزلفي تنتظر من معالي الوزير تخصيص فرق خاصة بها وكافية في إعدادها وعتادها لسد حاجتها، حيث إنها تعاني من تسلط أعداء البيئة من داخل المحافظة ومن خارجها منذ سنين طويلة وحتى يومنا هذا بل وصل الحال إلى سحب الأشجار بالسيارات واجتثاثها من عروقها، كما نلفت نظر المسؤولين إلى تعدد وسائل إخفاء الأشجار بعد التعدي عليها ومن ذلك ما قام به بعض المواطنين بعد تفعيل قرار منع بيع الحطب بتركيب طرابيل على سياراتهم وتظليل بعضها لإخفاء حمولتها وكل هذا يحتم أهمية حماية الشجرة قبل قطعها. سعود بن أحمد الوشيل - محافظة الزلفي