في هذه المقالة النظرية وليست التنظيرية سأصف الحصان بضمير «المذكر» العاقل.. الحساس المناضل بدلا من ضمير «غير العاقل» باعتباره كائناً حياً ذا أحاسيس ومشاعر، وعلى اعتبار أن الحصان لديه أشياء كثيرة ينطق بها ويشكو منها فيما لو قدر له أن يتكلم.. من هذا المخلوق الذكي الوفي استعار الإنسان بعض الصفات تماماً كما يستعير صفات من كائنات أخرى فالإنسان استعار صفة «التعدي» من «النمر» والرغبة في القيادة من «الأسد» والمكر المغلف بالدهاء من «الثعلب» والإخلاص من «الكلب» ومتى استرسلت في هذه الأمثلة يتضح لك الشبه ما بين الإنسان والحصان. الحصان في حالة مستمرة من الخوف هذا الخوف الذي يستحسن تسميته ب «القلق» وخوفه هذا ليس له هدف محدد أو مصدر ما فأي حركة أو شكل أو نبرة صوت تدفعه للهروب، فالفلق طبيعة (لا شعورية) تستعمل للمحافظة على النفس من خطر منظور، ووفقاً لذلك فإن القلق يدفع الحصان إلى الهرب لحماية نفسه، على مر العصور لازمت هذه الصفة الحصان حتى غدا رمزاً للحرية بسبب ركضه المستمر عكس «الرياح» والناس لا يدركون أن هذا العدو مبعثه (جنون العظمة) بمفهومها الحقيقي ورفضه للاضطهاد والاستعباد - كفانا الله شر المضطهدين من فصيلة البشر - المستعبدين للحريات. الحصان يجري هرباً من الآخرين وليس باتجاههم وهو لا يشعر بالأمان كالإنسان التائه حتى أننا نتساءل عما إذا كان مذنباً مثله.. ومن غير الواقعية المشاهدة أن نعتبر الحصان مذنباً إلا أن سلوك الدفاع عن النفس بصورة مستمرة يولد شعوراً بالذنب.. تلك الملاحظة يا سادة يا كرام يدعمها قانون الاختيار والانتقاء الطبيعي. إذا كان الخوف والقلق والشعور بالاضطهاد ساعدت الحصان على البقاء والتغلب على المخاطر وبالتالي محافظته على جنسه، فإن هذا السلوك يعتبر فاعلأً بعد أن اجتاح بنجاح حاجز الزمن لنتطرق إلى رمز الحرية، فإذا تمعنا بعمق في التشابه السلوكي بين الإنسان والحصان وجدنا أن الصفة المستعارة من الحصان - وهي الذنب - والخوف قد تسامت إلى حب «الحرية» لأول وهلة. لا تبدو هذه المعاني متقاربة على كل حال وبلا جدال فإن حب «الحرية» هو الرغبة في التهرب من الالتزامات والواجبات وبالتالي من كل حالة نضع الإنسان أمام الامتحان. هذه الملاحظة تبرز الصلة التي وجدت بين الحصان والعصر (الرومنطيقي) ولذلك فإن لدى الإنسان من الحصان هو مبدأ كامل ومتكامل من (التحليل النفسي) بمؤازرة شعوره بعدم الأمان، فإن لدى الحصان حاجة إلى التبعية أو الانتماء إلى مجموعة كبيرة وإلى الآخرين للاهتمام به. إن الخيل (المدجنة) في الإسطبلات تستعيض عن الانتماء إلى القطيع بالعناية التي تلقاها من قبل المالك والمدرب والسايس، وعندما يتم إشباع حاجة الحصان إلى التبعية يفسح ذلك في المجال أمام الكسل والتراخي. ركوب الخيل مبني على اللطف والحزم والتحفز وبنبغي تعويد الحصان الاعتماد على مشغله وفارسه وهذا الأخير مطلوب منه اللطف بالأحاسيس لا المتاريس في معاملة حصانه وألا يشعر حصانه بالأمان التام وإلا أصبح الحصان كسولا متكرشا وكسلان، وهذا الهدف يمكن تحقيقه بالحزم الذي يظهره الجوكي الذي يجب عليه أن يظهر فيه القوة والزعتمان بشتى الوسائل المنشطة في إبراز مكامن تلك القوة. زبدة هذه المقالة التي ربما تستعصي على فهم (بعض الربع) وحيل الله أقوى أن حيوية الحصان لا تتلاشى أو تنبعث من تلقاء ذاتها بل تتبدل من حال إلى آخر وهنا يأتي دور «المشغل» أو الجوكي الفطين الذي يمكن تحويلها إلى حال يرغبها ويهواها جواده مروراً بانحناء الرقبة والكشر والقلبات حتى دخوله عالم السباقات. أخيراً ما جاء في هذه المقالة مجرد تجربة متواضعة ساقتني لتلك المشاعر والأحاسيس التي دوماً ما تهرب من المجهول وتعشق (الحرية) بعد أن استكانت في أعماق ذلك المخلوق الجميل الذي «ارتسم» اسماً وغاب فعلاً في رسم اسمه ضمن نجوم هو بمستواهم إن لم يكن أفضلهم، ولتبقى القضية ضد (مجهول) اسمه ربما (عين) وربما (حظ) وربما (دبرة) والأكيد المؤكد أنها ليست قلة خبرة!! مسارات.. مسارات - ما بين سلالة «نفربند» و»نورثرن دانسر» اختلف الجهابذة وكل يقول كبر وطباع سلاسة الأول «كدرشان وتابايان وديون» لا تقارن بسلالة الأسطورة «نورثرن داتشر» لا تعليق! - في شوط مهور العسايف «مواليد 2011 وصل التسجيل المبدئي في تصفيات الجنادرية إلى (57 مهراً ومهرة) اكتشاف ليس مبكرا فهل تستعد له لجنة البرامج بدراسة استباقية وبشكل مبكر!! - «ليالي عز الخيل» برنامج تلفزيوني مصاحب للنهائي ومن المتوقع متى تخطى العوائق فإنه سيحلق فكرة وإعداداً إلى سماء «نوفا» بكل تميز! المسار الأخير: عين الطموح تشوف فالعثره فرص وعين اليئوس تشوف فالفرصة كمين [email protected]