أصبت بحالة من الدهشة حينما سألتني صحفية مصرية تعمل في إحدى الصحف الإلكترونية في مصر التقيت بها خلال حضوري افتتاح بينالي الشارقة بدعوة كريمة من إدارة البينالي، كان السؤال بمثابة اكتشاف خطير في جانب معرفة الآخر بثقافتنا ومنتجنا الإبداعي بكل فروعه ومنها الفن التشكيلي، عندما تساءلت ( هل بالفعل لديكم فن تشكيلي) سؤال ينم عن قصور في المعرفة ملغم بعدم التصديق أو الثقة بما يمكن أن أزودها به وأملأ به جزءاً من فراغ مساحة ثقافتها المحدودة التي أجزم أنها لا تتعدى محيطها المصري.، ولم تكتفِ هذه الصحفية بسؤالها الساذج بقدر ما أتبعته بالكثير من التوقعات أو الفهم الخاطئ بأننا منغلقين ومكبلين ومقيدة حرية الاإداع لدينا. ترددت كثيرا في كيفية الرد وتذكرت أن أفضل سبل إقناع الآخر برأيك أو موقفك حينما يكون رأيه غير صائب أن تأخذه في جولة حوارية ترتقي به من حالة الجهل إلى حالة العلم بالشيء دون أن تخسره أو تحدث لديه رد فعل قد يكون سببا في تأجيج الموقف، فكان لنا ذلك، بأن طال الحديث بما يوازي المسافة التي قطعتها الحافلة التي تقل عدداً من الإعلاميين المستضافين لتغطية فعاليات افتتاح بينالي الشارقة من الفندق إلى موقع الفعاليات، سعدت وقتها أن غالبيتهم من الأجانب من غير المتحدثين بالعربية لئلا يكشفوا واقع فهم العرب لبعضهم البعض. هذا الموقف رغم صعوبته المتمثلة في عدم انتشار إبداعنا كعرب بين بعضنا البعض إلا في حدود ضيقة لا تتعدى مساحة العلاقات الشخصية التي يتم بناء عليها الدعوة من مسئول في جهة منظمة لفعالية تشكيلية إلى أصدقائه. لا يهمهم سوى مشاركتهم دون إيصال أكبر قدر من المعلومات عن الفن التشكيلي السعودي. بالطبع أن الجهد المطلوب منا كفنانين لا يقف عند إقامة معرض تشكيلي ضمن نشاط ثقافي متنوع المشارب يذوب بعضه في بعض أو مشاركة فردية أو حتى لمجموعة فنانين بقدر ما يحتاج إلى دعم من الجهات ذات العلاقة بأن يقام مهرجانا متكاملا من حيث العدد والعدة في عدد من الدول يتم من خلاله التعريف بما تحقق لهذا الفن من دعم داخلي، ولتكن الجمعية السعودية للفنون التشكيلية المعنية بهذا المهرجان على أن تحظى بدعم ومؤازرة من قبل وزارة الثقافة والإعلام، وكالة الشئون الثقافية الدولية، بتخصيص ميزانية سنوية لمثل هذا المعرض ويتم اختيار المشاركين فيه من كل اتجاهات التجارب، بهذا يمكن أن نصل الرسالة. ويمكن أن نعرف بإبداعاتنا الإنسانية إلى من يبحث عن نقص أو عيب ليس له في قاموس حضارتنا الحديثة أي مكان. [email protected]