مشكلة البعض من «مسؤولينا»، وكأنهم بعيدون كل البعد عن الواقع.. يقول: خالد الملحم مدير الخطوط الجوية السعودية في تصريح له أخيراً: «إن فتح المجال للمنافسة على الطيران الداخلي سيسهم في إظهار تميز خدمات «السعودية»! كلام جميل.. ونتمنى أن يكون ذلك صحيحاً ونسعد به كثيراً، لأننا بالفعل نريد للناقل الوطني أن يحقق نمواً وتميزاً، وأن يكون الخيار الأول للمسافرين.. لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فتصريح الملحم السابق يُوحي وكأنه يقر بأننا مجتمع لم نسافر أو نركب طائرات من قبل أو لم نجرب يوماً غير الخطوط السعودية!. إنه ليس من المستبعد أن تكرر «السعودية» تلك التجربة التي مرت بها ولا تزال «الاتصالات السعودية» بعدما تم فك احتكارها لسوق الاتصالات المحلية، إذ إنه من المتوقع أن تشتعل منافسة حقيقية وربما «ممتعة» أيضا - للعملاء - مع «القطرية» و»الخليج» اللتين فازتا أخيراً بأفضل العطاءات المتنافسة للحصول على رخصة ناقل جوّي وطني في السعودية، وربما سنشاهد سوياً مع مدير الخطوط معنى المنافسة الحقيقية وتقديم الخدمات التي تحدث عنها إن لم تتدارك «السعودية» الأمر مبكراً. لا أحد يتصور إطلاقاً أن فتح المجال للمنافسة على الطيران الداخلي سيسهم في إظهار تميز خدمات «السعودية».. كيف يكون ذلك و»السعودية» تطلب دعماً من الدولة بالمليارات - كما تم الإعلان عنه أخيراً - لتنشيط طائراتها وتسديد قيمة إيجار وطائرات ضمتها لأسطولها في السنوات الأخيرة، وقد أصبحت مطالبة بسدادها خلال الفترة المقبلة، على الرغم من أنها تعمل منفردة في أكبر سوق للنقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط لمدة 70 عاماً، وتستخدم وقود تقل تكلفته بأربعة أضعاف عما لدى شركات النقل الجوي الأخرى!.. نتمنى أن لا يكون ذلك بداية أعذار لتبرير ما قد تكون عليه نتائج معترك المنافسة المتوقع مع شركات الطيران الجديدة. من المعلوم أن أول خطوات حل المشكلة هو الاعتراف بها.. لكن بعد تصريح مدير الخطوط السعودية فأعتقد أن حل مشكلة «السعودية» لا يزال بعيداً.. وقد سمعنا كثيراً من شركات القطاع الخاص وخطوط الطيران تحديداً أن أساس التميز احترام العميل، لكن من الواضح تماماً أن هذا الأمر مفقود حتى في التصريحات. [email protected] @alionazi تويتر