تتشكى أنديتنا بين فترة وأخرى من ضعف استثماراتها وشح الموارد المالية وسط عزوف الشركات الكبيرة من خوض تجربة الرعاية الرياضية باستثناء الأندية الجماهيرية التي تحظى اليوم «برزقها» من عقود الراعي الرسمي، فهل هذه الأندية «شطارة» منها أقنعت الرعاة أم أن الراعي صاحب المال اختار النادي الجماهيري بنفسه لكي يضمن كل ريال يدفعه «يشفطه» من جيب مشجع النادي البسيط؟ هؤلاء «تجار» وليس في قاموسهم «تبرع» هو ذكاء تجاري عرف أن الاستثمار في المجال الرياضي «يبيض» ذهباً!! Sponsorship.. الرعاية.. تعتبر اليوم في الرياضة أهم الموارد المالية بالأندية العالمية فهناك «النادي» في موطن «القوة» وهو من يتحكم برقم الرعاية بملايين الدولارات, أما عندنا برياضتنا السعودية «النادي» في موطن «الضعف» والراعي هو من يتحكم برقم الرعاية وعلى «النادي» أن «يرضخ» لهذا العرض حتى لو كان ضعيفاً!! الشركات الراعية هي شركات كبيرة لها إدارات متخصصة بالاستثمار وقبل أي خطوة هناك دراسة جدوى.. كم سندفع؟ وكم سنربح؟ ويبقى «الوعي» من الشركات وسط «جهل» الأندية بثقافة الاستثمار توقع العقود على مبدأ «المفتح في بلد العميان»!! وستبقى الأندية في موطن «الضعف» حتى تؤمن بمفهوم «استثماري», تأمل شعارات كل الأندية السعودية ستجدها جميعا تحتضن «رياضي - ثقافي - اجتماعي», ما هذا؟ كيف تريدون «المال» وأنتم لا تؤمنون به؟!. فالأندية التي «تتشكى» والأخرى «الراضخة» إذا أرادت في يوم ما أن تلامس «المال» بيدها لتصبح في موطن «القوة» عليها أن تستفيد من تجربة الأندية العالمية التي سبقتها في التعاطي مع «الراعي الرياضي» وتغير شعاراتها مثلها «رياضي.. استثماري.. اجتماعي». هكذا الرياضة في مفهومها الحديث في عصر المال «استثماري» وليس «ثقافي» فما بالها أنديتنا «تجدف» عكس التيار, وإن كان هناك أي «لوم» فليس على الأندية بمفردها فالرئاسة العامة لرعاية الشباب تتحمل المسؤولية الكبيرة, أليس الرئاسة نفسها أعلنت من سنوات طويلة تخليها عن «المشروع الثقافي» ليصبح تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون؟! الرئاسة «تتخلى» والأندية «تتمسك» بالابن غير الشرعي «ثقافي», حالة من «التناقض» ما بين الجهتين, فعلى الأندية أن تتفهم، انتهى زمن «ثقافي» في عصر «استثماري» وعلى الرئاسة أيضاً كما أنقذت نفسها من العبء الثقيل على كاهل الرياضة في الماضي «ثقافي» أن تنقذ الأندية التي تحت مظلتها وما زالت حتى اليوم «تحتضن» ما هو ليس من اختصاصاتها!! والأندية التي «تنكوي» اليوم بعدم الاعتراف بمفهوم «استثماري» عليها أن لا تنتظر الرئاسة حتى تفوق من هذا «التناقض» يجب أن تبادر أنديتنا بنفسها بمخاطبة مرجعيتها بأن «تحذف» من شعاراتها «ثقافي» ويستبدل بلغة المال «استثماري» أسوة بالأندية العالمية, تحركوا يا أنديتنا فأنتم في معاناة مالية وأيديكم في «النار» والرئاسة المسؤولة عنكم يدها في «الماء» صامتة بلا حراك!! كيف نريد «الخصخصة» أن تنجح وأنديتنا لا تؤمن بالاستثمار؟ نحن هكذا نضع حبل «المشنقة» على «عنق» أنديتنا دون أن نشعر لكي يملكها في «المستقبل» كائن من كان بثمن «بخس» يستغل جهل الأندية بغياب الإدارة الاستثمارية القادرة على رفع «سهم» النادي وتسويقه. كل ما أخشاه أن يكون هناك «تعمد» أن تبقى أنديتنا «جاهلة» بثقافة الاستثمار حتى يتم «خصخصتها» لصالح فئة ما لكي تتملك الأندية و»تلعب» فيها كيفما تشاء دون حسيب ولا رقيب!! وفي ظل وجود إدارة استثمار من المتخصصين ستتحول الأندية إلى منظومة العمل الاحترافي فالأرض السعودية «خصبة» وفيها مال كثير وهناك شركات كبيرة تحتاج فقط إلى «مسوق» ناجح يقنعها أن الرعاية الرياضية تبيض ذهباً!! خارج النص: أخي الأصغر عبدالصمد بكري كان أمس الأول عقد قرانه في مسقط رأسي جازان, فكان قلبي «هناك» وجسدي في مقر دراستي «أمريكا» حقاً في الغربة معاناة عندما تغيب عن أفراح أهلك ومن تحب، مبروك وحياة سعيدة.. ودعواتكم له بالتوفيق.. ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك. [email protected] مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri