أوضح صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب أن فريق العمل المكلف بوضع لائحة مشروع خصخصة الأندية الرياضية في طور وضع اللمسات الأخيرة للمشروع الذي سوف يصدر قريبا، وتوقع سموه أن يحدث هذا المشروع وهو أحد أهم مشاريع الرئاسة التطويرية نقلة نوعية في مسيرة الرياضة السعودية. وأعلن سموه عن اتفاقية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " للاسترشاد بالشركات المتخصصة في بناء المنشآت الرياضية على المستوى العالمي، بالاستفادة منها في إنشاء الملاعب والمنشآت الرياضية بالمملكة على أعلى المعايير والجودة العالمية. وأكد سموه حرص الرئاسة على دعم وتشجيع الملتقيات العلمية التي تتناول المفاصل الرئيسية لحركة التطوير المتسارعة التي تشهدها الرياضة السعودية، " لأنها ترمي إلى تحقيق الرؤية والمنهجية التي تؤمن بها, وتدرك يقيناً أنها السبيل الأمثل والأسرع للوصول بالعمل الرياضي إلى غاياته وأهدافه، وهي الأكثر قدرة على المساعدة في ترجمة توجيهات وتطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله وتحقيقاٍ لرؤيتهما القاضية بأن أبناء الوطن عامة،والرياضيين خاصة يستحقون الكثير من العناية و الدعم والتشجيع، وتسخير الإمكانات التي تهيئ لهم فرص التفوق والإبداع في مجالات الحياة، وضرورة دعم الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق هذه الرؤية". وقال سموه لدى افتتاحه اليوم منتدى الاستثمار الرياضي الثالث، الذي نظمته غرفة الشرقية بالشراكة مع مجموعة أركان الأعمال المحدودة :" إن هذا المنتدى الذي يشرفني وجودي بينكم فيه، يكتسي أهمية بالغة لأنه يتناول الاستثمار الرياضي الذي يشكل أحد المرتكزات الأساسية التي ننشدها لصناعة رياضة سعودية حديثة ذات ملاءة مالية قوية, وانطلاقا من هذه الأهمية فإننا نعلق آمالاًً عريضة في أن ينبثق عن نقاشاته وحواراته العديد من التوصيات تكون واضحة الرؤى، محددة الأهداف تسهم في زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الاستثمار الرياضي" . وأضاف سموه : إن هذا المنتدى يقام في مرحلة مفصلية من عمر الرياضة السعودية، تتأهب فيه لواحد من أهم مشروعاتها التطويرية هو مشروع خصخصة الأندية الرياضية، الذي يشكل العمود الفقري لاستمرار وتطور العمل الاحترافي في المملكة، سواء على الصعيد الرياضي الفني، أم الإداري، وقبل كل هذا المشروع الاستثماري، الذي من المقرر أن ينتهي فريق العمل المكلف بدراسته من وضع اللمسات الأخيرة عليه في غضون شهرين من الآن، ونتوقع منه بإذن الله أن يحدث نقلة نوعية كبيرة في مسيرة الرياضة السعودية, وبخاصة الأندية الرياضية. وأعرب سمو الرئيس العام لرعاية الشباب عن الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبد العزيز ومعاونيه من أعضاء الفريق، على ما بذلوه من جهود كبيره منذ أن أسندت لهم هذه المهمة الوطنية الجسيمة، تخللها الكثير من العمل الدؤوب، والاطلاع على التجارب الإيجابية في عدد من الدول المتقدمة في هذا المجال، مع الاستعانة بكبريات بيوت الخبرة العالمية المتخصصة للإسهام في وضع الاستراتيجية العامة لخصخصة الأندية الرياضية، تجمع بين عناصرها الفنية والمالية والقانونية، ووضع آلية لزيادة الموارد المالية للأندية وتحديد مواطن الاستثمار فيها . وأفاد سموه أن ما تعيشه الرياضة السعودية اليوم من حراك تطويري نشط وشامل، يعكس بشكل جلي، عزم وجدية الرئاسة العامة لرعاية الشباب في التأسيس لمنظومة رياضية متكاملة، تجعل من الرياضة صناعة قوية تضاف إلى بقية الصناعات الوطنية، وتسهم في تنمية وتطوير اقتصاد الوطن، وتزيد من قدرتها التنافسية على خارطة الرياضة العالمية، منطلقة في ذلك من منظور واقعي يجمع بين أولويات المرحلة، والتأسيس للمستقبل، في إطار استراتيجية شمولية تحقق التوازن المنشود بين الرسالة الوطنية للمؤسسة الرياضية ومتطلبات التحول إلى مشروعات استثمارية ناجحة، حيث قامت بإجراء العديد من الخطوات التي أحدثت تغييراً وتطويراً في اللوائح والأنظمة والتشريعات القانونية والهيكلة الإدارية وأبرز وأهم هذه الخطوات هي " إنشاء إدارة متخصصة " بالرئاسة العامة لرعاية الشباب تعنى بدعم الاستثمار في الأندية والاتحادات الرياضية، وتسهم بشكل فاعل في تطوير مواطن الاستثمار فيها، وجلب فرص استثمارية جديدة تعزز مواردها المالية، أسهمت جهودها في تفاعل الشركات المختلفة وانصهارها في معترك الاستثمار الرياضي. وعدد سموه أبرز خطوات استراتيجية التطوير وهي (استكمال البنية التحتية) من خلال التوسع في المنشآت الرياضية، بما يواكب التوسع العمراني والازدياد السكاني الذي تشهده مناطق ومحافظات المملكة، مع إعادة تهيئة المنشآت الرياضية القائمة، وتحسينها بما يحقق متطلبات واحتياجات الرياضة الحديثة، لتكون عامل جذب لرؤوس الأموال الاستثمارية, وكذلك (إحداث تغيير وتطوير في اللوائح والأنظمة وسن القوانين) التي تؤسس لمناخ استثماري ناجح يضمن حقوق المستثمر والمستفيد من الاستثمار ويحافظ على أهداف ورسالة المؤسسة الرياضية. وأشار إلى أن الرئاسة قامت بإصدار لائحة ضوابط تنظم استثمار الأراضي المخصصة للأندية الرياضية، موكلة ذلك إلى مجالس الإدارات لإدارة وتوطين هذه الاستثمارات لزيادة مواردها المالية وفق هذه الضوابط الضامنة لحقوق الإطراف جميعا . وأكد حرص الرئاسة على العمل على تكريس وتعزيز مفهوم الاستثمار الرياضي في الهيئات والمؤسسات الرياضية، من خلال المؤتمرات والندوات والدورات وورش العمل، التي تستهدف العاملين في مجال الاستثمار بالمؤسسات الرياضية من أندية واتحادات وغيرها من الهيئات ذات العلاقة، وتوسيع أفاق التعاون بينها وبين القطاع الخاص، ومن ذلك هذا المنتدى. وبين أن الرئاسة ركزت في خططها الأخيرة على برامج التدريب والابتعاث في الماجستير والدكتوراه مع التركيز على التخصصات التي تلبي متطلبات الرياضة الحديثة . وقال سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد : إن مما يثلج الصدر أن الرياضة السعودية بدأت ولله الحمد تعيش باكورة الأجواء الاستثمارية، وإن لم تبلغ بعد مستوى الطموحات والآمال باعتبارها لازالت في بداية الطريق، إلا أن ما تحقق يبعث فينا الكثير من التفاؤل، ويعزز لدينا العزيمة في المضي بالعمل الجاد، والرؤية الواضحة، لاستكمال ما بدأناه في هذا الاتجاه، ومما زادنا عزيمة في هذا الطريق قناعتنا التامة بأن الجانب الاستثماري أصبح ضرورة حتمية للانتقال بالرياضة السعودية إلى أجواء التنافسية العالمية والمفاهيم الحديثة للرياضة، وتحولها إلى صناعة حقيقية تؤثر في اقتصاديات الدول, وإذا كانت التجارب الأولى التي خاضتها الرياضة السعودية في مجال الاستثمار تجارب ضئيلة ومردوداتها المادية متواضعة، حيث لم يتجاوز أول مبلغ استثماري تشهده الرياضة السعودية قبل بضع سنوات (5) ملايين ريال، فاليوم نتحدث عن عقود شراكات وعقود رعاية تتجاوز مئات الملايين، ومن الأمثلة على ذلك بلوغ إجمالي قيمة رعاية مسابقة دوري المحترفين (80) مليون ريال للموسم الواحد, وأنه سيتم - بإذن الله - التوقيع مع الراعي الجديد بمبلغ يقارب ضعف العقد المنتهي فيما تم ولأول مرة على المستوى العربي توقيع عقد رعاية لمسابقة دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، بينما ارتفع متوسط قيمة عقود الرعاية للأندية المحلية، وخاصة الأندية ذات الجماهيرية ليصل إلى (50) مليون في الموسم الواحد، متوقعاً سموه - بإذن الله - أن تتضاعف هذه الأرقام في العقود الجديدة . أما في ما يخص النقل التلفزيوني للمسابقات المحلية فبين سموه أن قيمة حقوق النقل قفزت من (5) ملايين ريال إلى (150) مليون ريال في الموسم الواحد، متوقعاً أن يتضاعف هذا الرقم خلال العقد القادم - بمشيئة الله -. وأفاد أنه انطلاقا من دور الرئاسة في تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في المجال الاستثماري تمت الموافقة على عقود رعاية لبعض الاتحادات الرياضية وكان آخرها عقد رعاية برامج وأنشطة الاتحاد العربي السعودي لرياضة الفروسية معلنا سموه قيام الرئاسة خلال الأيام القادمة بالتعاون مع الهيئات الرياضية السعودية بتوقيع عقود رعاية جديدة مع شركات وطنية، ومنها عقد رعاية اللجنة الاولمبية العربية السعودية، والاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب عقد رعاية أول أولمبياد سعودي، كما ستقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب في إطار جهودها لتعزيز مفهوم الترويح والرياضة للجميع وانطلاقا من مسئوليتها المجتمعية بالتوقيع مع إحدى الشركات الوطنية عقد تنظيم ماراثون للهواة بالرياض يخصص جل ريعه للجمعيات والمؤسسات الخيرية إلى جانب توقيع عقد آخر مع شركة وطنية بالتضامن مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة لإقامة ماراثون دولي بالرياض, داعياً القطاع الخاص إلى اغتنام الفرص الاستثمارية في القطاع الرياضي الذي يعيش طفرة رياضية شاملة . من جهته دعا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر الجهات الحكومية إلى الاستمرار في دعم الرياضة و لعبة كرة القدم، مشيراً إلى أن كرة القدم ليست رياضة بحسب وإنما لعبة تقدم ثقافة وتعليماً، وتتعلق بالصحة مما يستدعي من الحكومات تفهم هذا الجانب، واصفاً علاقة الفيفا بالمملكة بالعلاقة الطويلة والعريقة، حيث بدأت في السبعينات من القرن الماضي عندما كان يشغل منصب المدير الفني في الفيفا، أبان رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله للرئاسة العامة لرعاية الشباب، مؤكداً أن المملكة تؤدي دوراً قيادياً وريادياً في المنطقة والعالم، مضيفا أن للرياضة دوراً رئيسياً في المنطقة العربية، مما يؤكد أهمية الاستثمار في المجال الرياضي . وأفاد بلاتر أن هناك 900 مليون نسمة على المستوى العالمي يشاهدون كرة القدم، وبالتالي فإن الاستثمار يمثل فرصة كبيرة للمستثمرين، مؤكداً أن نصف سكان العالم يشاهد كأس العالم حاليا . وذكر بلاتر أن بداية الفيفا في مجال الاستثمار كانت صعبة للغاية، حيث طلبت القنوات قبل 38 عاماً من الفيفا تسديد الرسوم المالية، وهو أمر صعب نظراً لعدم وجود موارد مالية، بيد أن الأمور اختلفت حاليا بعد عقد الشراكة الاستراتيجية حيث أصبحت القنوات التلفزيونية سعيدة ببث المباريات في كأس العالم، مؤكداً أن الفيفا يقدم من خلال كرة القدم المنصة في الملعب والجمهور والمنتجات للجهات المستثمرة . وأعرب بلاتر عن سعادته بالتعاون مع رئيس اتحاد كرة القدم احمد عيد، ممتدحاً عملية الانتخابات التي تمت لانتخاب الجمعية العمومية والاتحاد السعودي لكرة القدم . وأعلن بلاتر اعتزام الفيفا بناء منشآت رياضية في فلسطين للنهوض بكرة القدم، بالتعاون مع المملكة. من جانبه قال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية عبدالرحمن الراشد إن الغرفة أدركت أهمية الرياضة للجميع وللشباب خاصة، ومن هنا سعت إلى إطلاق مبادرات عدة ترسيخا لدور الرياضة في مجتمع "الشرقية" بشكل خاص، وفي مجتمعنا بشكل عام, مبيناً أن إطلاق دورة الأمير محمد بن فهد الرياضية للشركات أحد أبرز تجليات هذا التوجه الذي تتبناه الغرفة، كما جاء إطلاق الغرفة لأول لجنة للاستثمار الرياضي على مستوى الغرف السعودية تأكيداً لهذا الاهتمام، إضافة إلى إقامة ندوات ولقاءات عدة شارك فيها خبراء أجانب وعرب وخليجيون، خلال الأعوام الأخيرة حول التسويق الرياضي، وغيره من القضايا الرياضية، امتداداً لخط الغرفة في هذا الاتجاه . وعد الراشد أن خصخصة الأندية تمثل طموحا كبيراً للرياضيين والمعنيين بالرياضة في المملكة، بما تنطوي عليه من فتح آفاق واسعة للنمو الاقتصادي في البيئة الرياضية، ويعزز عملية بناء راسخ للمنظومة الرياضية المتكاملة في المملكة، الأمر الذي يجعل من الرياضة صناعة قوية تضاف إلى بقية الصناعات الوطنية، وتسهم في تنمية وتطوير اقتصادنا الوطني.