يعلم الجميع عظم الدور المعرفي الذي يُؤدِّيه الكتاب الورقي والإلكتروني في إكساب المعارف والثَّقافة العميقة للمتخصصين، والاطِّلاع المفيد على المعلومات للقارئ غير المتخصص، وانطلاقًا من ذلك فقد سعت جامعة نايف العربيَّة للعلوم الأمنيَّة باعتبارها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخليَّة العرب لنشر الكتاب الأمني وبسط الوعي والثَّقافة الأمنيَّة كأحد أهم أهداف الجامعة، ونجحت خلال فترة وجيزة في إثراء المكتبة الأمنيَّةالعربيَّة المتخصصة بكم مقدر من الإصدارات العلميَّة، حيث أصبحت الجامعة أكبر ناشر عربي متخصص في مجال العلوم الأمنيَّة إقليميًّا وأحد أكبر دور النشر على المستوى العالمي في مجال الأمن بفروعه المختلفة. وتنوَّعت هذه الدِّراسات والإصدارات العلميَّة لتشمل المجالات الأمنيَّة كافة كالجريمة ونظم العدالة الجنائيَّةوالمؤسسات العقابيَّةوالنظريات الحديثة في مجال الجريمة والوقاية منها والظَّواهر الإجراميَّة المستحدثة، إضافة إلى المشكلات الاجتماعيَّة كجرائم العنف الأسري والإرهاب والمخدرات والاحتيال والسَّلامة المروريَّةالتي تعاني منها المجتمعات العربيَّة وغيرها. وقد بلغت إصدارات الجامعة حتَّى الآن (561) إصدارًا تناولت مختلف تخصصات العلوم الأمنيَّة والعدليَّةوالاجتماعيَّة وفق منهج علمي محكم، وتتمُّيز إصدارات الجامعة العلميَّة بتنوّعها وشمولها وتطرّقها لميادين مُتعدِّدة تتسع لاحتياجات الأمن بمفهومه الشامل، وعالجت الكثير من القضايا الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والشرعيَّة والقانونيَّة والأمنيَّة والثقافيَّة وتنوَّعت في طرق إعدادها وتناولها، فهناك إصدارات للدِّراسات المكتبيَّةوالبحوث المسحيَّةوالميدانيَّةوأبحاث الندوات، واللقاءات العلميَّة التي تنظمها الجامعة، وبتوفيق الله فقد أضحت هذه الإصدارات مراجع أساسيَّة في المكتبة الأمنيَّة العربيَّة، كما أن الجامعة إسهامًا منها في نشر الكتاب الأمني وتوسيع دائرة انتشاره فإنّها تشارك بإصداراتها في الكثير من معارض الكتاب محليًّا وعربيًّا ودوليًّا ومنها معرض الرياض الدَّوْلي للكتاب، الذي أصبح تظاهرة عربيَّة ثقافيَّة سنويَّة ناجحة بهدف نشر الثَّقافة الأمنيَّة. ومما يجدر ذكره هنا أن الجامعة تقوم بترجمة إصداراتها العلميَّة إلى اللغات العالميَّة ولا سيما في مجالات مكافحة الجرائم المستحدثة ومكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان وغيرها، وتقوم بإهداء هذه الإصدارات بِشَكلٍّ منتظمٍ إلى مراكز البحوث ومكتبات الجامعات والمؤسسات الثقافيَّة والأمنيَّة والعسكريَّة ذات العلاقة حول العالم، وقد اعتمدت بعض الجامعات العالميَّة بعضًا من هذه الإصدارات العلميَّة ضمن مناهجها الدراسية، وهي خطوة تُؤكِّد المكانة العلميَّة المتميزة التي وصلت إليها جامعة نايف العربيَّة للعلوم الأمنيَّة، ويُعدُّ ذلك تقديرًا أكاديميًّا لهذا الصرح العربي الذي أصبح يتبوأ مكانة رائدة وفريدة على المستوى الإقليمي والدولي. كما اتجهت الجامعة إلى تحويل كافة إصداراتها العلميَّة وكذلك رسائل الماجستير وأبحاث الندوات العلميَّة والمؤتمرات والدورات التدريبيَّة إلى إصدارات رقميَّة إلكترونيَّة سعيًا نحو بناء مكتبة أمنيَّة رقميَّة تخدم الأجهزة الأمنيَّة العربيَّة والباحثين والمهتمين باعتبار المكتبة الإلكترونيَّة مكونًا أساسيًّا ورئيسًا من مكوِّنات التَّعليم الحديث، وأتاحت الجامعة للباحثين إمكانية الحصول على هذه الإصدارات الرقميَّة من خلال بوابتها الإلكترونيَّة على الإنترنت، بجانب توزيعها في شكل أقراص رقميَّة على الجهات المدرجة في قوائم إهدائها. ولعل خير ما اختم به هو التذكير بما قاله أمير الأمن العربي الراحل مؤسس الجامعة ومن تتشرَّف الجامعة بحمل اسمه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز عليه شآبيب رحمة الله في كلمته في الحفل السنوي للجامعة بتاريخ 30 - 6 - 1430ه حيث قال: (يعلم اخواننا العلماء والباحثون أن المكتبة الأمنيَّة كانت خالية قبل سنوات من الأبحاث الأمنيَّة ولكن ولله الحمد فإنّ هذه الجامعة قد أَثْرت المكتبة الأمنيَّة العربيَّة بأبحاث علميَّة مُتعدِّدة، إلى جانب درجات الدكتوراه التي حصل عليها عددٌ من خريجي هذه الجامعة في التخصصات المختلفة). لا شكَّ في أن هذه الإشادة والتَّنْويه منه -رحمه الله- يُعدُّ وسام فخر للجامعة ومنتسبيها، وحافزًا يدفعنا لبذل المزيد من الجهود في مجال الأبحاث والنشر لمواصلة هذا النجاح والارتقاء به إلى آفاق أرحب. وإن هذه النجاحات في مجال النشر ودعم الكتاب الأمني ما كانت لتتحقّق لولا توفيق الله عزَّ وجلَّ، ثمَّ ما حظيت به الجامعة من دعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والتَّوجيه والمتابعة المباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخليَّة ورئيس المجلس الأعلى للجامعة وأخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخليَّة العرب فلهم منَّا الشكر أجزله والثناء أوفره، مُوكِّدين أن هذا الدَّعم يدفعنا إلى مزيد من الجهد والتصميم على نشر ثقافة الأمن بمفهومه الشامل من خلال برامج وأنشطة هذه الجامعة الأمنيَّة المتفردة في تخصصها. - رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية