يوم أمس جمعت مناسبة واحدة بين التاريخ والصحافة.. وذلك في معرض (الصور التاريخية في الصحافة السعودية) برعاية وحضور رجل التاريخ وصديق الصحافة الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. ولي العهد الأمين.. وتنظيم من مؤسسة التراث الخيرية.. ولقد كان المعرض فرصة لاستحضار أحداث تاريخية من خلال صور صانعي تلك الأحداث من قادة هذه البلاد وهم يعلون البناء ويفتتحون المشروعات ويدلون بأحاديث توثق مرحلة من مراحل النهضة في بلادنا.. وبما أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز قد عاصر وشارك بفاعلية في صناعة ذلك التاريخ المجيد فقد كان يعرف تفاصيل كل صورة ومناسبتها ويصحح لمن يشرح أو يعلق على الصور في بعض الأحيان.. مؤكداً سموه على أن الصحافة قد ساهمت في توثيق تاريخ بلادنا وداعياً كل من لديه صوراً أو معلومات أن يساهم بها في مثل هذه المعارض.. وكعادة سموه لم يتجاوز أي صورة إلا بعد الحديث عنها والتأكد من الأماكن التي تظهر في تلك الصورة مما جعل سموه يمضي وقتاً طويلاً من وقته الثمين المزدحم بالمواعيد والمسؤوليات وبالنسبة لي كأحد من عاصر حقبة هامة من مراحل تطور الصحافة السعودية.. وهي مرحلة التسعينات الهجرية وما بعدها، حيث اهتمت صحافتنا بالطباعة والإخراج ودعم الخبر بالصورة على الرغم من الإمكانات المادية والفنية المتواضعة آنذاك.. فقد عشت مع عبق التاريخ وعطر الصحافة في سعادة تامة وكان المعرض اطلالة جميلة على الزمن الجميل، حيث مر في مخيلتي شريط من الذكريات التي تصلح أن تكون مادة شيقة ومقروءة.. ولدى الزملاء الآخرين في مختلف مناطق بلادنا أكثر مما لدي.. وآمل أن يسارعوا إلى وضعها في كتب تثري أجنحة الصحافة والتراث والتاريخ في معرض الكتاب الدولي سنوياً. وأخيراً: تحية للأمير سلطان بن سلمان رئيس مؤسسة التراث الخيرية التي بدأت بصماتها تبدو أكثر وضوحاً لحفظ تاريخ بلادنا.. ودعوة لجميع الجهات التي لديها مخزون هائل من الصور والوثائق مثل شركة أرامكو والمؤسسات الصحفية أن تبادر إلى التعاون مع مؤسسة التراث لعرض ما لديها ليس لعدد محدود من الزوار وإنما لطلبة وطالبات المدارس والجامعات على امتداد تراب الوطن الحبيب. [email protected]