لم تكن الرياح الزرقاء التي هبت على استاد الملك فهد الدولي أمسية الجمعة الماضية سوى «أنموذج» يتكرر كل عام وفق معطيات طقس الغلالة الزرقاء التي حين يحتدم الصراع ونشعر بشيء من التنافس «ترمي بشرر». هكذا جاءت الرياح الزرقاء عاصفة مدوية بلحظات الحسم غير أنها مؤلمة حين أقنعت المنافس باحتمالية «الصمود». كانت أمسية زرقاء بزرقة بخور العود.. والعود الأزرق كلما تحرقه يطيب عطراً وشذى.. إنه الهلال حين تحاول فقط أن تجرح كبرياءه بفوز ساقته ظروف «ما» ضمن مسيرة دوري لا يمكن إلا أن يكون عوداً أزرق «احترق» وأعطى عشاقه ما يتمنون؟! يا له من إنجاز لم يسبقه إليه أحد اثنتي عشرة كأساً «درزن» كؤوس بطولات أنّ بها دولاب الأزرق ولم تسلها احتراق عيون عشاقه.. هكذا هم الكبار لا بد أن يتفردوا ويتميزوا. الظروف التي واكبت وصول الهلال إلى نهائي الكأس صعبة إلى حد بعيد «ولاسيما» أن المباراة الختامية أمام نده ومنافسه التقليدي «النصر» الفريق الذي عرف طعم حلاوة الفوز على الهلال قبل أيام خلت.. وكان يبقى بين نواجذ محبيه بقايا لتلك الحلوى الزرقاء التي لا يمل اجترارها إلى أن حضرت «الموقعة» الأهم والأغلى.. أراد أقوام «النصر» أن يعاد لهم «صحن الحلوى» مرة أخرى ليحصلوا على طاقة متجددة.. كما حصلوا عليها قبل أيام ساقتهم إلى مستوى أفضل وتموضع جيد.. لكن شتان بين الأمرين.. «ذاك أمر وهذا قدر» والأقدار بيد الله، كان قدر مدرب الهلال السابق على يد معاول النصر ومن غير الممكن أن يكون قدر «إدارة الهلال الحالية» على يد نفس المعول الذي ضرب الهلال بعصا الإفاقة والاستفاقة من سبات «استراتيجي» خاطئ بالبقاء على مدرب فاشل، استفاق الهلاليون ليصححوا المسار ولعلها «ضارة نافعة» صدمة النصر قبل أحداث الختام. مبروك للهلال الإنجاز التاريخي الرائع ومبروك لمحبي الأزرق شموخ فريقهم على الرغم من ظروفه المواكبة، ومبروك لرياضة الوطن عودة الروح للكرة السعودية وعودة الجماهير للمدرجات. رجال.. النصر.. شكراً المتتبع لخطوات «النصر» يجد أنه يمشي وفق استراتيجية محكمة وخطط ناجحة أوصلت الفريق إلى مستويات كان يفتقدها المحب للأصفر.. التعامل الإداري الناجح في استقطاب اللاعبين سواء من الداخل أو الخارج رائع، وأيضاً استقدام مدرب بهذا المستوى كان أمراً يحسب لإدارة النصر التي لم تزل تهدي عشاق «العالمي» وفق خطى متتابعة إيجابيات ملموسة من الجميع. وكون النصر أحد الأربعة الكبار وتضعضعه لا شك أنه إطلاقاً ليس لصالح الهلال ولا للمستوى العام للكرة السعودية وحين ينشط النصر «قسرا» لا بد أن ينشط الهلال وحين ينشط الهلال والنصر «قسرا» سينشط المستوى العام للكرة السعودية.. إذن لا بد من وجود «الندية» بين الهلال والنصر وكذا الأهلي والاتحاد.. وقد شاهدنا «ديربيين» هما الأفضل يبدو لي من الناحية الفنية في الرياض وفي الشرائع بمكة المكرمة.. لذا فإن من المهم جداً حضور النصر وها هو يحضر بكل اقتدار؟! شلهوب أتعبت من بعدك الضئيل جسماً الكبير فكراً وعقلاً وأدباً وخلقاً محمد الشلهوب أنت العلامة الفارقة فعلاً في كل العطاءات المميزة والانتصارات الغالية للأزرق.. حضرت في النهائي وغاب شيطان النحس وسوء الطالع.. حضرت وكنت المبدع الذي يلوي الأعناق ليتساءل من هو ذاك «الضئيل» الذي يوزع مهارات متناغمة كنوتة موسيقية حافلة بروعة الكوبليهات الفنية. نعم كم كان ظالماً مدربك السابق الذي بتصريحك رفضت أن تتفوه ولو بحرف يسيء له.. ما أكبر خلقك وأدبك يا شلهوب.. مدرب لم يعترف بك وأقعدك حزيناً خارج المستطيل الأخضر عدة لقاءات وتصفه بأنه قدير وناجح، لقد أتعبت من بعدك يا شلهوب بكل شيء رعاك الله. وقفة الرؤوس المرفوعة.. هي من تعودت النظر إلى «زرقة» السماء..! إعلامي سعودي