علاقة المواطن العادي (بالدولار) هي علاقة معرفة وسلام من بعيد، بالضبط كمن يشاهد جاره في الدخلة والطلعة ويسلّم عليه بالصوت أو النظر فقط، دون أن يصافحه أو يلمسه! لم نهتم يوماً بالدولار، رغم إصرار بعض الشاشات العربية على إضاعة وقت المشاهد البسيط، وإقحامه في تفاصيل نشرة اقتصادية تتحدث عن سعر صرف الدولار مقابل (سلة من العملات)! وخذ عندك كم مشاهد (طفران) أصيب بالصداع بسبب هبوط الدولار لأدنى مستوياته منذ أسابيع أو ارتفاعه، والأمر ينطبق كذلك على سعر الذهب بالدولار، وسعر برميل النفط بالدولار أيضاً، وهكذا في كل ما يتعلّق بشأن (الصديق دولار) والذي حشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا! في أول مرة سافرت فيها كنت أعتقد أنه يجب علي أن أصرف الريال إلى دولار أولاً، ثم أصرف الدولار إلى عملة البلد المحلية، طبعاً كثير من البلدان يتغيّر فيها سعر الصرف حسب (جنسيتك) قبل نوع العملة التي تحملها، ثم حسب لبسك وشكلك، ثم هناك اعتبارات لمكان تغيير العملة هل هو في فندق؟ أم في تاكسي؟ أم في مقهى؟ كما أن العوامل المحيطة في بعض البلدان بشخصية من يريد أن يصرف تحدد سعر صرف الدولار، وكذا وقت الصرف أو تغيير العملة، (فالسائح المزنوق) سيقبل بأي سعر يقدّمه الصراف، رغم أن جميع الباعة والمحلات (ستحول أعينهم) عندما تتبضع منهم بالدولار، والنقطة الأهم في كل هذه (اللعبة) أن لا يكون (الأخضر مضروباً) لأن ليلة السائح الذي يحمل دولارات مضروبة (ليلة مش فايتة)، حتى إن البعض يحتفظون (بسند الصرف) حتى نهاية الرحلة! أذكر أنني واجهت صعوبة واستحالة بعد (عودتي من أول سفرة) في استخدام ما بقي من (دولارات) في أسواقنا, الكل كان يرفض التعامل بغير الريال! بعكس اليوم، فالعديد من الملابس والماركات والبضائع في أسواقنا تجد عليها السعر بالدولار قبل الريال! يبدو أنها (ثقافة الدولار) في مواجهة غلاء المعيشة؟! لا تستغرب لو طلب منك طفلك غداً فسحة المدرسة (دولارين) بدلاً من ريالين؟ فالعالم يتكلم (بالعملة الصعبة)! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]