إذا وقع الفأس كثر الصراخ وإذا زالت المشكلة نسي الأمر هذه عبارة لو تأملتها أيها القارئ لوجدتها تنطبق علينا في المملكة العربية السعودية عندما نطالب في بداية الأمر بحل مشكلة ما تجد الوعود التي تذهب مع أدراج الرياح! ولكن عندما يقع لهذه المشكلة ضحية يتغير كل شيء ويتحرك الجميع لإزالة المشكلة ولكن لوقت معين! وليس حلا نهائيا كي لا يقع هناك ضحايا آخرون. ومن هذا المنطلق فإن سنوات الدراسة فترة تشكل إعداد الإنسان من جميع النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية والبيئية ولهذا فإن المدارس تلعب دورا هاما في تحسين صحة الأجيال وسلوكهم واعتمادهم على أنفسهم من خلال تنمية مهارات حياتهم. فتعد البيئة المدرسية أحد المكونات الأساسية لمفهوم الإبداع والموهبة، ومن الأهمية بمكان أن نميز بين بيئة مدرسية غنية بالمثيرات ومنفتحة على الخبرات والتحديات الخارجية وبيئة مدرسية فقيرة ومغلقة لا ترحب بالتجديد والتغير. ويتشكل المناخ المدرسي من مجموع المتغيرات المادية والاجتماعية والإدارية التي تحكم العلاقة بين الأطراف ذات العلاقة بالعملية التربوية داخل المجتمع المدرسي وخارجه. ولذا يتوقف نجاح أي تعليم على البيئة التعليمية التي يحدث فيها ذلك التعليم، فالبيئة التعليمية تلعب دوراً مهماً في تحقيق أهداف التعليم جنباً إلى جنب مع المنهج والمعلم وطرق التدريس الحديثة التي تُفعل دور المتعلم وتجعله في قلب العملية التعليمية، ولكي تتحقق أهداف التعليم، لابد أن تكون البيئة التعليمية جاذبة ومشوقة، يشعر فيها المتعلمون بالراحة والأمن والتحدي وتحفزهم على التعلم. وقد اهتم التربويون بالبيئات التعليمية التي يجري فيها تعلم الطلبة، ويتم فيها تنشئتهم الاجتماعية والثقافية، ويتحقق فيها نماؤهم، وقد يتساءل البعض عن موجبات هذا الاهتمام المتزايد بالبيئات التعليمية، ويمكن الإجابة على ذلك بأن تعلم الطلبة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخصائص البيئات التعليمية التي يتم فيها تعلمهم، فضلاً عن انتشار ظاهرة العنف في المدارس ونفور كثير من الطلبة من التعليم بالمدارس. تحويل مدارسنا الحكومية إلى مدارس نموذجية في بيئتها، وجميع الممارسات التعليمية فيها، تحسين وتطوير البيئة التعليمية، من خلال مجموعة من المشروعات والبرامج التطويرية المتقدمة وعمل تنافس على مدارس الأحياء والتي تستهدف الارتقاء بمستوى مدارسنا والوصول بها لتكون نموذجاً للتطوير، فضلاً عما ترصده الوزارة من مبادرات معززة لأعمال التطوير، لتحقيق الهدف نفسه، والارتقاء بمستوى مدارسنا، وجعلها نموذجية المظهر والمضمون للتصدي لحرائق وجرائم الفساد في مدارسنا!