يذكرني عجاج الرياض بأصوات الذين يصرخون،.. لا يسمعون غير أصواتهم..!! *** يذكرني نباح الكلب, بجوع يتضور منه حين يشم رائحة اللحم..!! وقد سقطت الخراف منحورة..! *** يذكرني ورق الجريدة برائحة عميقة لأحبارها.., استقرت منذ اليفاعة في الذاكرة..! بينما ورقها الآن لا يحمل رائحة..! ليس له زخم.. لن يستقر في ذاكرة..! *** يذكرني وجه الحارس المخضب بحرقة الشمس بالكادحين في صمت.., بينما أسعار الأغذية في ارتفاع.., وارتفاع.., وارتفاع..!! *** يذكرني الرجل خلف مقود العربة.., وهو يتحدث.., ويحرك رأسه.., بتلك العرائس التي كانت جدتي لأمي تصنعها من «الدوت», والقطن.. تحركها بيديها, وهي توظفها في القصة حين ننام..!! *** تذكرني مناديل الورق في علبها المزخرفة,.. على الطاولات المترفة.., وفي يد الصغار المرفهين.., بوجوه البائسين أندادهم..,!! يركضون في حرقة الشمس وراء العربات.., يبيعونها ببضعة قروش.., بينما يمسحون عرقَهم في أطراف ملابسهم..!! *** تذكرني لمعةُ بعضِ الملابس فوق أجسادٍ بما تنفس به أصحابُها في مواقف غير لامعة..!! *** تذكرني طُلعةُ وجهها النوراني.., فأقرأ الكون ولو في الليل بلا مصباح.. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855