مفارقات ومفارقات..!! فالقطة الوديعة ترتع في البيوت، والساحات، والشارع،.. يلاعبها الصغار، ويودها الكبار.. وتخصص لها الأركان في زوايا البيوت.. وتحفظ لها بقايا الطعام وفائض اللحوم.. وتغدو جزءا من تركيبة البيوت.. تطلق عليها أجمل الأسماء.. تنام في الحِجْر، وتتمشى في حرية،.. وديعة حتى إن غابت، أو اختفت بحث عنها الكبير قبل الصغير.. وكتب فيها الأدباء والشعراء.., وتغنى بوداعتها اللطفاء المحبون لها.. إن مرضت عالجوها، وإن جاعت أطعموها، وإن تمردت للشارع ثم آبت غسلوها.. وتطورت علاقتهم بها حتى بذلوا لها أغلى الأثمان، وخصصوا لها ميزانية للطعام والعلاج، بل الكساء.. حملوها في صناديق فاخرة، مزخرفة منسَّجة.., وابتاعوا لها الطعام الجاهز, بل أنواع العطور, والغسول، والمعقمات، والمرفهات.. في كل البيوت بمختلف مستويات البذل لها، هي الأليفة الوديعة، صديقة الإنسان.. يرأف بها وتمنحه كثيرا من الود الصامت.. كثيرا ما بكى لفرقتها طفل، وصبية، وحزن لمرضها شيخ، وامرأة.. من المفارقات أن قطة الماضي بيسر نفقاتها، وحميمية علاقاتها بأفراد الأسرة, لم تكن تجلب أمراضا تجلبها قطة اليوم, بكل نظافتها، وصحتها, وسلامة فروها، ونقاء قدميها فإنها جالبة للأمراض.. وقد كثرت الأمراض التي تحملها، والعدوى التي تنقلها..! ضمن كل متغيرات الوقت، حتى «قطتي تمرضن»: ستقول ذوات الصدور التي مرضت بالحساسية منها، أو ذوي الجلود التي شوهتها.. فما يقول المترفهون بالقطط المنعمة بعد الحقائق الثابتة..؟ ليذهبوا لعدد أمس الجمعة في صفحة «عزيزتي الجزيرة»، وليقرأوا تفصيلا من طبيبة مختصة عن الأمراض البكتيرية، والفيروسية التي تهديها القطة الودودة، والقط الأليف لصدورهم، وجلودهم.., وجوفهم، وعيونهم..! فقطة اليوم تحمل كل ما تحمله البيئة الحديثة، في ظاهرها جميلة، ممتعة, ومفيدة، وفي باطنها أوبئة, وأمراض مخيفة..!! حصاد مدنية غير مسؤولة في غالب ما يصنع فيها ويبتكر..! شكرا د. عبير محمد راوي استشارية أمراض الصدر والحساسية، فقد أفدتِ ونفعت إن شاء الله. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855