فاصلة : ((جمرة واحدة تشعل كل الفحمات)) -حكمة ألمانية- فعل «تويتر» في مجتمع أهل الإعلام خاصة ما لم تستطع أي وسيلة إعلامية فعله وفي مجتمعنا تحديداً فقد انتزع الأقنعة من وجوههم وخلع عنهم أدواتهم الفنية التي كانوا يلبسونها كما يلبس الإنسان ملابسه المتأنقة في الاحتفالات الرسمية. وفيما يتعلق بالعنصر النسائي من أهل الإعلام فقد استطاع «تويتر» أن يكسر الهودج الذي كانت تقبع داخله الإعلامية السعودية بالرغم من أنه ما زالت هناك كثير من الإعلاميات لا ينشرن صورهن إلا أن الناس استطاعوا التعرف على شخصياتهن عن قرب. الذي فعله «تويتر» أنه أزاح ستارة كبيرة كنا نختبئ خلفها ونظهر فقط ما نريد أن نظهره ونخفي ما نريد أن نخفيه عبر قنواتنا الإعلامية. أصبح الناس يعرفون بسهولة شخصية الإعلامي من خلال تغريداته ومن خلال مناقشاتهم معه واتفاقهم أو اختلافهم معه. سقطت رموز إعلامية كبيرة وسطع نور أسماء أخرى لم نكن نرى نورها. صحيح أن هناك فئة من الإعلاميين اختاروا لأنفسهم عدم التغريد في قضايا المجتمع لكن رغم ذلك استطاع «تويتر» أن يكشف عن شخصياتهم ومواهبهم التي يعتنون بها. لم يكن للإعلاميين السعوديين بيت يجمعهم بود وحميمية أو بيت طبيعي يجمعهم سواء تحابوا فيه او اختلفوا وتشاجروا فجاء تويتر ليكون هذا البيت الكبير الذي يمارس الإعلاميون التواصل الطبيعي فيما بينهم. في تويتر نتعاطف مع من فقد أحبته ونفرح لمن سعد بخبر مفرح. وفيه نعرف مزاج بعضنا بعضا وقدرتنا على تحمل بعضنا بعضا. هل كنا في مجتمعنا نحتاج إلى بيت كبير مثل تويتر حتى نتعرف على بعضنا بعضا ويتعرف العالم علينا؟ الإجابة في رأس كل إعلامي لديه حساب في تويتر. [email protected]