دار خلال الأيام الماضية تشاور ومحادثات بين أطراف عدة حول من يعنيه أمر الفن بمختلف فروعه ومن هي الجهة التي يجب أن تكون المسؤولة الأولى عن تلك الفنون المتنوعة المشارب التي تعيش حالة من الفوضى الإدارية جعلت المنتمين لها في حيرة وعدم رضا لما يحدث من ازدواجية الأدوار، إذ لم يعد لأي من المبدعين معرفة مرجعه والجهة المعنية به، فهناك الجمعية السعودية للثقافة والفنون بما تضمه من أقسام للمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي، وهناك من جانب آخر نجد جمعيات خمس لكل من الفنون التشكيلية والمسرح والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي والكريكاتير, وهناك لهذه الفنون أنشطة في العديد من المؤسسات غير المختصة بها إلى آخر منظومة خلط الأوراق. هذا التبعثر والتشتت والازدواجية أوقعت كل مؤسسة أو جهة من الجهات المقرة من الوزارة في دوامة والبحث عن إجابة السؤال (من هو الأولى بالفنون) مع أن لكل منها حق في هذه الحال أن تعتبر نفسها الأب الروحي أو سيد الموقف أو الوصي، مع اختلاف قدرات كل منها، فكيف لجمعية الفن التشكيلي أو جمعية المسرح والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي أن تتولى مهام تخصصها في الوقت الذي يوكل العمل لهذه التخصصات لجمعية الثقافة والفنون أو لوكالة وزارة الثقافة مع أن كل منها يقوم بالعمل ذاته الذي يمكن أن تقوم به الجهات المتخصصة فيه كل على حدة. وقد يقول قائل إن مثل هذا التنوع ما يتيح الفرصة الأكبر للمبدعين في تلك المجالات أن يجدوا دعماً في كل من تلك المؤسسات، ومع أن في هذا القول ما يبرره إلا أن المطلب الحقيقي هو إيجاد آلية انسجام وتوزيع للمهام وتنوع المسؤوليات دون ازدواجية، وأبرزها كما طالبنا سابقا واشرنا إلى أن تكون الجمعية السعودية للثقافة والفنون (مع حذف جملة الثقافة وإبقاء كلمة الفنون) بعد تفرد الأندية الأدبية بإداراتها لتكون إدارة عامة أو هيئة عليا كما هي الإذاعة والتلفزيون وتصبح المظلة الداعمة والمشرفة على بقية الجمعيات وتوزيع أنشطتها التي اعد لها لجان وتحويل الأنشطة إلى تلك الجمعيات ذات الشأن. هذا الجمع وتقليص الشتات بين الجمعيات والجهات ما يقلص أيضاً الدعم المادي إذا علمنا أن كل جمعية تنظر أن تدعم بميزانيات قد يصل مجموعها إلى ما يعادل ميزانية جمعية الثقافة والفنون الحالية غير المقنعة أيضاً كما يعلم الجميع، لهذا نأمل من معالي وزير الثقافة والإعلام بما نحمله من قناعه بحرصه الكبير والمعهود أن ينظر لهذا الأمر ويضع سمن الفنون في دقيقها ويضم الجمعيات تحت مظلة واحدة تعنى بميزانياتها وتمنحها القيمة والمقام.. مع ما نؤمل فيه من أن تكون الجمعية السعودية للثقافة والفنون.. هيئة عليا للفنون. [email protected] فنان تشكيلي