تتأهب الملحقية الثقافية السعودية في المملكة الأردنية لإطلاق خدمة الضمان المالي الإلكتروني لكافة الطلاب والطالبات، حيث تم التنسيق ومخاطبة كافة الجامعات الأردنية بعد أن أنهت الملحقية إعداد الآلية لذلك والذي سوف يبدأ تطبيقه في الفصل الدراسي الثاني من هذا العام الجامعي 2012- 2013م بالإضافة إلى خدمات إلكترونية أخرى ستُفعَّل قريباً.. كشف ذلك الملحق الثقافي بالأردن الأستاذ الدكتور محمد بن مفرح القحطاني. وطمأن الملحق القحطاني في حوار أجرته معه (الجزيرة) عموم أسر وذوي الطلاب والطالبات السعوديين المقيمين في الأردن البالغ عددهم أكثر من 5 آلاف من المنتطمين في برامج الابتعاث بما فيهم الدارسون على حسابهم الخاص وذوو الاحتياجات الخاصة على أوضاعهم الصحية والأمنية، وأنهم ولله الحمد على ما يرام. وجدد الملحق دعوته للطلاب الذين لم يُحدِّثوا بيانات الاتصال بهم عبر البوابة الإلكترونية بأهمية تحديث بياناتهم الشخصية لضرورة ذلك، وأهميته للتواصل. وحذَّر د. القحطاني الطلاب بعدم ارتياد أماكن التظاهرات والتجمعات واستثمار فراغهم في البحث والدراسة، ونفى أن تكون الملحقية قد سجلت أي أضرار على الطلاب السعوديين أثناء الأحداث التي شهدها الشارع الأردني في الفترة الأخيرة. وقال: ينبغي التوضيح هنا أن دور الملحقية يقتصر بشكل أساسي على الجوانب الأكاديمية والتعليمية والثقافية، أما خلاف ذلك فإن سفارة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بشؤون السعوديين معنية بالجوانب الأمنية ودورنا معهم دور تكاملي لخدمة الطلاب.. وتحدث عن أهم المشكلات التي تُواجه الطلاب هناك وإلى نص الحوار: الطلاب ومشكلاتهم حدِّثونا عن أعداد الطلاب والطالبات المدرجين ضمن البعثة وعلى حسابهم الخاص؟ - اسمح لي في البداية أن أتقدم بالنيابة عن نفسي وعن جميع موظفي الملحقية وجميع الطلاب والطالبات الدارسين في الأردن بخالص التهاني والتبريكات للقيادة الحكيمة والشعب السعودي بسلامة خادم الحرمين الشريفين بعد نجاح العملية الجراحية التي أُجريت له - يحفظه الله - ومغادرته المستشفى بعد أن منَّ الله عليه بالصحة والعافية، وهذه الصورة لمسناها في عيون الطلاب والشعب الأردني الشقيق. كما أشكر صحيفة «الجزيرة» على إجراء هذا الحوار الذي آمل من خلاله توضيح الصورة عن الدراسة في الأردن، وإلقاء الضوء على أوضاع أبنائنا الطلاب الدارسين في الجامعات الأردنية. ونُؤكد في بداية هذا الحوار على اهتمام صاحب المعالي وزير التعليم العالي الدكتور- خالد بن محمد العنقري ونائبه بالطلاب المبتعثين وتوجيهاتهم المستمرة بتذليل جميع العقبات التي تعترض دراستهم والتواصل المستمر معهم، أما بعد فإن الملحقية تعمل بكافة طاقتها وطاقمها لتتمكن من توفير كافة الخدمات للطلاب سواء أكانوا المبتعثين أو الدارسين على حسابهم الخاص على حد سواء على اختلاف أعمارهم ومراحلهم الدراسية، هذا بالإضافة إلى مسؤلياتها المهمة الأخرى فيما يخص الشؤون الثقافية، وشؤون الجامعات، والتعاقدات، ومعادلة الشهادات، والتصديقات. وتقوم الملحقية بالإشراف على نحو 2500 طالب ملحقين بالبعثة، ونحو 2300 طالباً يدرسون على حسابهم الخاص، ونحو 730 طالباً من ذوي الاحتياجات الخاصة. * ما هي أبرز المشكلات الحقيقية التي تُواجه الطلاب؟ - أهم المشكلات التي تُواجه الطلاب هي معادلة المقررات التي سبق دراستها خصوصاً لطلاب التجسير وطلاب الدراسات العليا، وضعف مستوى الطلاب في العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية، خصوصاً الطلاب الدارسين في تخصصات الطب والعلوم الطبية الأخرى، وهناك بعض القضايا الخاصة لبعض الطلاب والمتعلقة بالتسجيل والتقييم. * هل رصدتم حالات لمبتعثات تركهن ذووهن بمفردهن بالأردن؟ - الطالبات السعوديات الدارسات في الأردن لديهن إدراك بأهمية مسئوليتهن تجاه أنفسهن ووطنهن وولاة أمرهن ودراستهن، فهن يعملن على تمثيل وطنهن خير تمثيل. الخدمات الإلكترونية * كيف تُقيِّمون الخدمات الإلكترونية المقدمة في الملحقية، وما هو الترتيب الذي تحتله الملحقية في تقديم الخدمات (أون لاين) بين الملحقيات السعودية في الدول الأخرى؟ - الملحقية تقوم بتقديم كافة خدماتها لأبنائنا الطلاب عبر البوابة الإلكترونية (بوابة الطلبة المبتعثين - سفير) والبوابات الأخرى، وتعمل على الحد من مراجعة الطلاب للملحقية لطلب خدمات متوفرة عبر البوابة الإلكترونية، وبالمناسبة نحن بصدد إطلاق خدمة الضمان المالي الإلكتروني للطلاب بحيث تم التنسيق ومخاطبة كافة الجامعات، وقد انتهينا من إعداد الآلية لذلك وسوف نبدأ تطبيقه في الفصل الدراسي الثاني من هذا العام الجامعي 2012- 2013م إن شاء الله.. وهناك خدمات إلكترونية أخرى ستُفعَّل قريباً، ونحن الآن في مرحلة مراجعة وإعداد خطة تطويرية فاعلة في كثير من أعمال الحاسب الآلي والخدمات الإلكترونية في الملحقية وذلك بالتعاون مع الشؤون الدراسية وباقي الإدارات في الملحقية. * هل رصدتم حالات تضرر للطلاب السعوديين في الأردن؟ - أطمئن الجميع أن أوضاع طلابنا ولله الحمد على ما يرام، ونحن دائماً على تواصل معهم، ولدينا وسائل وقنوات اتصال بهم على مدار الساعة، وأرقام هواتف الملحقية معلنة لدى جميع الطلاب، ولدينا حساب على تويتر والفيس بوك للتواصل معهم، ونشارك الطلاب في الأنشطة المتعددة في الأندية الطلابية، ولا أقول هذا من باب المبالغة، بل هذا هو الواقع، وأحب أن أجدد الدعوة للطلاب الذين لم يُحدِّثوا بيانات الاتصال بهم عبر البوابة الإلكترونية بأهمية تحديث بياناتهم الشخصية لضرورة ذلك وأهميته للتواصل. * كم أعداد الخريجين المتوقع تخرجهم هذا العام في كافة المراحل؟ - أعداد الطلاب السعوديين المتوقع تخرجهم لهذا العام أكثر من 600 طالب وطالبة من كافة التخصصات والمراحل الدراسية (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه)، ومن الآن نعمل على التخطيط لحفل التخريج الذي سيُقام نهاية الفصل القادم إن شاء الله.. وندعو كافة وسائل الإعلام السعودي لمشاركة أبناء الوطن فرحتهم، وإن شاء الله نُنظِّم يوماً للمهنة بشكل متزامن مع حفل التخرج هذا العام.. وأرجو أن تتفاعل معنا الأجهزة والمؤسسات العامة والخاصة في المملكة ونحن على استعداد لتقديم كافة التسهيلات لهم. لا تأخير للمكافآت * ما هي أسباب تأخُّر مكافآت المبتعثين؟.. وكيف يتم التعامل مع السعوديين المتواجدين في الأردن لغير غرض الدراسة.. وما هي أبرز الخدمات التي تقدمها لهم ولأسرهم؟ - غير صحيح تأخُّر مكافآت المبتعثين حيث إنه في نهاية كل شهر هجري تُودع كافة المكافآت للطلاب في حساباتهم ولم يسبق أن سجلنا أي تأخير في إيداعها، وأما سؤالك عن السعوديين المتواجدين في الأردن لغير غرض الدراسة، فإن الملحقية تقدم خدماتها للأهالي الذين يسعون للحصول على قبول لدراسة أبنائهم في الجامعات أو مدارس التعليم العام وبعض الخدمات الثقافية والاجتماعية الأخرى، هذا بالإضافة إلى عمليات التنسيق مع قسم شؤون السعوديين بالسفارة السعودية في الأردن، فيما يخص بعض المواضيع التي تهمهم. * يُؤكد بعض الطلاب السعوديين هناك على وجود مضايقات يتعرضون لها، ومنها العبث بممتلكاتهم وسياراتهم.. هل تقدم لكم بذلك وكم أعدادهم.. وما هي الإجراءات المُتخذة في حال تعرض أحدهم لذلك؟ - نعم بين فترة وأخرى نتلقى مثل هذه الشكاوى من أبنائنا الطلاب، ولا شك أن أجهزة الأمن الأردني تتفاعل مشكورة مع شكاوى أبنائنا بسرعة، وبالفعل تم ضبط عدد من الأفراد الذين يقومون بهذه الاعتداءات من هذا النوع، وهم لا يُمثِّلون إلا أنفسهم من خلال ذلك السلوك، فهم لا يمثلون الشعب الأردني الشقيق.. ونحن نتواصل مع الطلاب من خلال وحدة الشؤون الاجتماعية بالملحقية ونساعدهم في بحث هذه الشكاوى مع الأمن الأردني بالتنسيق مع قسم شؤون السعوديين في السفارة. * تأتي الأردن كواحدة من دول الغلاء مرتفعة المعيشة.. هل ترون بزيادة مكافأة الطلاب لمواجهة ذلك؟ - فعلاً غلاء المعيشة في الأردن واضح ومحسوس وبخاصة في الفترة الأخيرة.. أما بخصوص زيادة مكافأة الطلاب، فوزارة التعليم العالي مهتمة بتتبع أحوال جميع الطلبة المبتعثين في دول العالم وهناك تصنيفات متفق عليها لمستويات المعيشة في دول العالم مع جهات وزارية أخرى، عندما ترى الوزارة الحاجة إلى رفع مخصصات الطلاب فإنها لا تتردد في رفعها.. ونحن واثقون أن صاحب المعالي الوزير - وفقه الله - مهتم بانعكاس ارتفاع مستوى المعيشة في الأردن على مستوى معيشة أبنائه الطلاب. * هل يُوجد نادٍ طلابي للدارسين هناك يمارسون فيه أنشطتهم الاجتماعية والثقافية والرياضية؟ - نعم يوجد أندية للطلبة السعوديين في الأردن، حيث يوجد عندنا ناديان للطلبة في مدينتي عمان واربد، وأبوابها مفتوحة لجميع الطلاب فهي البيت والمظلة التي يُمارسون فيها أنشطتهم سواء الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية بكل حرية وغيرها من الأنشطة التي نصَّت عليها اللوائح والأنظمة الخاصة بالأندية الطلابية.. وكل نادٍ له هيئة إدارية مستقلة، كما أن لكل نادٍ ميزانية مالية مستقلة يستطيع من خلالها تنفيذ الأنشطة والبرامج. * الجامعات الأردنية ما زالت تشهد إقبالاً كبيراً.. إلى ماذا تعزون هذا التكدس.. وهل شهد تراجعاً في الآونة الأخيرة؟ - هذا في الحقيقة مُلاحظ، وقد يكون من الأسباب اشتراك المملكة مع الأردن في حدود طويلة مما يساعد على سهولة الوصول إلى الجامعات الأردنية خصوصاً من طلاب المناطق الحدودية، هذا بالإضافة إلى الدارسين في برامج الدراسات العليا في بعض الجامعات الأردنية والذين يقومون بحركة ترددية من المناطق الشمالية في المملكة إلى الأردن، وأغلبيتهم من المعلمين العاملين في مدارس التعليم العام في هذه المناطق، وأتمنى من أبنائنا الطلاب عند التفكير في الدراسة بالجامعات الأردنية أن يدرس قراره جيداً وأن يعلم أن فرص التعليم في جامعاتنا متوفرة، فجامعاتنا تملك الإمكانات والبنى التحتية المتطورة لتقديم تعليم عالٍ مناسب في بيئة آمنة ومزدهرة، وأجدها فرصة هنا إلى دعوة الجامعات السعودية للتوسع في برامج الدراسات العليا، وزيادة فرص التجسير للطلاب الحاصلين على الدبلوم لمواصلة دراساتهم في برامج البكالوريوس. * نرجو تسليط الضوء على التأمين الطبي للمبتعثين في الأردن من حيث المميزات والكلفة وقدرتكم على تخفيض التكاليف والنفقات والمراقبة؟ - تُوفر الملحقية التأمين الطبي الشامل لجميع الطلاب الملحقين بالبعثة ومرافقيهم.. وفي بداية التأمين الطبي كان هناك بعض الملاحظات بعضها له علاقة بثقافة التأمين وبعضها الآخر له علاقة بالشبكة الطبية لشركة التأمين.. وأن جميع الملاحظات تُؤخذ بعين الاعتبار، ودائما ما تتجاوب معنا الشركة حول هذه الملاحظات.. والحقيقة أن التأمين الطبي للطالب السعودي يُعد من أفضل برامج التأمين الطبي للطلاب الدارسين في الجامعات الأردنية.. ويُعد التأمين الصحي على الطلاب الدارسين بالخارج ضرورياً ومهماً لتوفير الخدمات الصحية للطلاب، بالإضافة إلى فوائده في تخفيف العبء الإداري والمالي على الملحقيات، وتخفيض تكاليف العلاج والقضاء على الممارسات السلبية في هذا الجانب.