«الدرباويون».. بما لهم من سمات.. وما لهم من ألقابٍ باهتةٍ وصفات.. لهم ميادين.. وساحات.. لكنهم غالباً ما يتركونها ويقتحمون على الناس الحارات والطرقات ولهم لقاءات وصولات وجولات.. يحسبون أنها هي البطولات.. باتوا من الخصوصيات في الوقت الذي نجتهد فيه في طلب الخصوصيات.. يسرقون.. ويقتلون.. ويرعبون.. ثم يمضون كأن شيئاً لم يكن.. وكأنما الحياة هذا الشفير.. وهذا الشتات لم تنل أحدهم عقوبةٌ فيرتدع الآخرون.. ولم يصدر تنظيم فيلجأ إليه المتحاكمون.. قتلوا بالمركبات.. وبالمخدرات وبالرشاشات.. وهم في أشد الحاجة إلى من يحميهم.. فإن لم يغنموا بمن يوقظهم مما هم فيه من سبات.. فليكن للمجتمع ما يحميه منهم وقد أفزعوه وأرعبوه وخسر الكثيرَ منهم الآباءُ والأمهات.. ألا ليتَ.. ألا ليتَ.. *** غابَ الرقيبُ فأقبلَ التفحيطُ واستحكمَ الإفراطُ والتفريطُ وتنافسوا، لا في المعارفِ والحِجى بل في الضياعِ يضمّهم ويحيطُ يتنازعون الموتَ في ساحاتِهم سَفَهاً، وغالبُ أمرِهم توريطُ لا شيءَ يشغلُهم سوى أنْ يُزهقوا أرواحَهم والشاهدون خليطُ ويسوقهم إفلاسُهم في نشوةٍ مجنونةٍ يعيا بها التربيطُ نحوَ الزحامِ فلا ترى إلا الردى متوثباً يلقي به التسقيطُ ما بين شاحنةٍ وباصٍ غافلٍ عن مشهدٍ، في رعبه التسليطُ يُلقون أحلامَ الحياة رخيصةً يهوي عليها بالسقوط سقوطُ وينازلون كتائباً فتكتْ بهم منهم، وسيفُ العادياتِ جليطُ ولربّما سرقوا وما مِن سائلٍ والقتلُ يَفتلُ حبلَه ويخيطُ ولربّما حَمَلوا السِّلاحَ وأطلقوا نيرانَهم، فدمُ الرفاقِ عبيطُ ولربّما فعلَ المخدّرُ فعلَه فاستفحلَ التنطيطُ والتخبيطُ ذقنا من «الإيمو» سوادَ طلاسمٍ فلها بحارٌ بيننا وشُطوطُ تغتالُ بعضَ شبابِنا وبناتِنا يلقي بهمْ نحو الضياعِ قنوطُ لم يظفروا بحنانِ أمٍ أو أبٍ ومسارعين إلى الأذى ليميطوا فإذا «بدرباويةٍ» ممقوتةٍ ألقت بهم للهاوياتِ خطوطُ سئمتْ ميادينٌ لهم، لكنهم خَدِروا، وكهفُ المردياتِ غويطُ ولربما بلغَ التساؤلُ حدَّهُ هل ما أتوه من الفساد بسيط؟ هل أغمض الأمنُ العيونَ وقال في صمتٍ خذوا زُمَر الشبابِ وِهيطوا؟ فاستلهم الخسرانُ كلَّ حظوظِه وتناوبَ الإغفالُ والتمطيطُ أو ظنّ بعضٌ أن ما شُغلوا به أولى، فهذا في البلاءِ وسيطُ لكنّ بينَ صفوفهم من حُمّلوا قَسَمَ الحِفاظ على الأمان ونيطوا ما بالهم نكثوا وخانوا عهدَهم فالحالُ ما بين الصفوف بطيطُ لا ينزعون عن الغواية كفَّهم فالجهدُ منهم في الفسادِ نشيطُ والعزم ماضٍ، لا يلينُ، لأنهم حادوا، وحظُّ الآمنين حطيطُ لن يستقيم الأمرُ ما لمْ يلتفتْ راعٍ،ليَسكُتَ بيننا التفحيطُ www.saadalghamdi.com