أعتقد أنّ عفاريت سكنوا طريق الساحل الغربي المتجه من جدّة إلى جنوب البلاد، وحالوا دون تطويره وتأمين سلامته (زيّ) الناس والعالم المتحضّر!. وإن لم يكن هذا صحيحاً، فما تفسير ما يلي: ما إن أكملت وزارة النقل ازدواجية الطريق حتى بدأت في تكسيره وعمل التحويلات المرورية لتوسيعه، فلماذا لم تُنفِّذ الازدواجية في الأصل أوسع وعمرها فقط بضع سنين؟ مع توفّر المال آنذاك؟ هل هذا تخطيط؟ أم تخبيص وتخبيط؟. وأغلبية العربات التي تسلك الطريق شاحنات، وهي (بُعْبع) السيارات الصغيرة وتفتك بها وبمن فيها في الحوادث، فلماذا لا تُنشئ الوزارة طريقاً أو مساراً خاصاً بها؟ أو قطاراً لنقل البضائع لتقليل عدد الشاحنات؟ أم تُراها تُجامل الشركات المالكة للشاحنات؟ بل لماذا لا تُنشئ قطاراً لنقل الناس ليستغنوا عن سياراتهم ويخفّ الضغط على الطريق؟ لكن دون تكلفة مثل تكلفة قطار المشاعر، ولماذا لا تسمح للشركات المؤهلة بنقل المسافرين بحراً بين مدن الساحل الغربي الطويل؟. هذه (الْلِمَاذاتْ) لا تُنسيني السؤال عن إدارة أمن الطرق، إذ أظنها حوّلت عملها الميداني إلى المكاتب المُكيّفة، فقد سافرتُ في الطريق مؤخراً لاثنتي عشرة ساعة، ليلاً ونهاراً، ولم أر سوى بضع دوريات، أغلبها واقفة عند نقاط التفتيش!. وهناك قُرى صغيرة وجميلة يمرّ بها الطريق، بحرية وفي سفح الجبال، وتستحقّ أن تكون سياحية، لكنّ خدماتها بدائية، وليس لها حظّ من التنمية والحضارة، وسلّموا لي على البلديات وهيئة السياحة، وأيقظوها، فربّما كانت (خخخخخ)!. (يَخْوَنّا): نحتاج لرُقاة كي يُخْرِجوا العفاريت من الطريق، لِيُطوّر وتُؤمّن سلامته، فهو من أكبر شرايين النقل المزدحمة في البلاد، لكنه مُصاب بالجلْطات!. [email protected]