المنامة - حمود الوادي وجمال الياقوت: أكد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين أن البحرين خطت خطوات متقدمة وحققت إنجازات رائدة في المجالات كافة وخاصة المجالات المتعلقة بحماية حقوق الإنسان وصون كرامته في هذا الوطن العزيز المتسامح الذي تأسست مبادئُه وتميز تاريخه بالوئام الإنساني بين جميع فئاته المتحابة. وأعرب جلالته عن اعتزاز البحرين باحتضان كل جهد وعمل يسهم في دعم وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، منوها بالدور الكبير الذي تقوم به الوزارات المعنية في الدول العربية في تحقيق الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والعربي. جاء ذلك خلال استقباله في قصر الصخير أول من أمس وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ومعالي أ.د. عبد العزيز بن صقر الغامدي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والهيئة العلمية للملتقى العلمي الثاني للشرطة العربية «تطبيقات حقوق الإنسان في الأجهزة الأمنية» الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الامنية بالتعاون مع وزارة الداخلية البحرينية خلال الفترة من 8 11/3/1434ه . وضم الوفد الذي استقبله جلالته معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء و إمام وخطيب المسجد الحرام، ومعالي القاضي مرشد علي العرشاني وزير العدل بالجمهورية اليمنية،ومعالي الشيخ أ.د. أحمد محمد هليل قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية ومعالي د. محمد علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، واللواء الركن توفيق حامد الطوالبة القائد العام لقوات الدرك بالمملكة الأردنية الهاشمية، واللواء حسين فكري أحمد مساعد وزير الداخلية بجمهورية مصر العربية، وعدد من أعضاء الهيئة العلمية المشاركين في الملتقى العلمي . و أشاد جلالته خلال اللقاء بأهمية هذا الملتقى و ضرورة الاستفادة من تجارب وخبرات المشاركين فيه، وخاصة أنهم يمثلون نخبة متميزة من الخبراء والمتخصصين في المجالات الأمنية والحقوقية والاجتماعية، كما يشكل فرصة طيبة لتعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الدول العربية في مختلف المجالات ذات العلاقة بمجال حقوق الإنسان والأمن. وأعرب جلالة الملك عن خالص تمنياته لجميع المشاركين في هذا الملتقى العربي المهم التوفيق والسداد فيما يسعون إليه من عمل يعزز من مبادئ حقوق الإنسان ودعم جهود وزارات الداخلية في الدول العربية لكل ما فيه خير وتقدم وأمن واستقرار الشعوب العربية الشقيقة. وافتتحت أعمال الملتقى برعاية وحضور وزير الداخلية بمملكة البحرين الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الذي أكد في كلمته في حفل الافتتاح أن مناقشة تطبيقات حقوق الإنسان في الأجهزة الأمنية، تأتي في إطار تعاليم الدين الحنيف الذي حفظ حقوق الناس جميعاً، ولم يفرق بينها. وأكد أن حقوق الإنسان قبل أن تكون مطلباً قانونيّاً أو سياسيّاً هي مسلك ديني وتربوي واجتماعي، يتعلق بحقوق الوالدين وحقوق الجار وحقوق الأبناء وتربيتهم، وهذا الأمر يتطلب تحمل هذه المسئولية الأبوية ومناصحة الأبناء بضرورة التمسك بقيم الحق والخير، لأن إعداد النشء الصالح يساعد على بناء المجتمع الصالح» كما قدم معاليه الشكر للجامعة على تنظيم هذا الملتقى العلمي المهم. من جهته، أكد معالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد في كلمته بحفل الافتتاح: إن من مظاهر الرقي الإنساني والتقدم الحضاري هو الاهتمام الكبير بحقوق الإنسان، وكلما ظفرت قضية حقوق الإنسان بمزيد من البحث والتفصيل والمتابعة والتطبيق، كان ذلك دليلاً على الجدية في إعطاء القضية ما تستحقه». وأضاف «ليس من المبالغة إذا قيل إن حقوق الإنسان هي قضية مهمة، لأنها تعني كرامة الإنسان وتكريمه وتحقيق عبوديته لله عز وجل والعدل والإنصاف والبر والرحمة، وفي المقابل؛ فإن إهمال القضية يعكس الهمجية وموت الضمير الإنساني والتخلف الحضاري». وأكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد علي كومان في كلمته إلى أن اهتمام مجلس وزراء الداخلية العرب بموضوع حقوق الإنسان ينبع من تصوره الشمولي للأمن، باعتباره خدمة للإنسان وباعتباره حقًّا أساسيًّا تتوقف عليه الحقوق الأخرى، مؤكداً حرص المجلس على تكريس الالتزام بحقوق الإنسان وضمانه في العمل الأمني. وقال: «تجلى اهتمام المجلس بحقوق الإنسان من خلال وضعها كبند دائم في جدول أعماله، مشيراً إلى أن المجلس اهتم بتدارس موضوعات الشرطة وحقوق الإنسان، والدفاع وحقوق الإنسان، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني في العمل الأمني، وتنفيذ الأحكام الجزائية والحفاظ على حقوق الإنسان، والأمن في الدول العربية وحقوق الإنسان». فيما أعرب معالي أ.د. عبد العزيز بن صقر الغامدي رئيس الجامعة في كلمته خلال الحفل عن شكر الجامعة وتقديرها لوزارة الداخلية البحرينية على كريم الاستضافة والاهتمام والدعم الذي وجده الملتقى وتجده الجامعة من مملكة البحرين وأكد معاليه أن هذا الملتقى مناسبة يلتقي فيها نخبة من العلماء والخبراء في هذا المجال من الدول العربية لمناقشة موضوع حقوق الإنسان الذي كفلته الشريعة الإسلامية،مؤكدا اهتمام الجامعة بهذا الموضوع الحيوي حيث جعلته ضمن أولوياتها واهتمامها وسعت إلى الاضطلاع بمسئوليتها تجاه حقوق الإنسان باعتبارها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب من خلال دراسات الماجستير والدكتوراه، ناهيك عن التدريب في هذا المجال، حيث يأتي هذا الملتقى ثمرة من ثمار العمل الدؤوب للجامعة على هذا الصعيد. وأكد معاليه أن هذه النجاحات في مجال ترسيخ مفهوم حقوق الإنسان يرجع الفضل فيها بعد الله تعالى إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله الذي كان له الدور الرئيس في دعم مسيرة الأمن العربي المشترك وفي خدمة القضايا الأمنية في شتى المجالات». ويشارك في أعمال الملتقى الذي تنظمه إدارة العلاقات العامة والإعلام بالجامعة ضمن عدد من الملتقيات النخبوية التي نظمتها، (155) مشاركاً من وزارات الداخلية والعدل والإعلام ووزارات وهيئات حقوق الإنسان، ووزارات الشؤون الاجتماعية وهيئات التحقيق والادعاء العام والنيابات العامة والجهات ذات العلاقة من (12) دولة عربية هي: الأردن،الإمارات، البحرين، السعودية، السودان، عمان، قطر الكويت، لبنان، مصر، المغرب، اليمن إضافة إلى عدد من الدول الأوروبية والمنظمات الدولية. ويأتي الملتقى في إطار سعي الجامعة لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان حيث تعد قضايا حقوق الإنسان المرتكز الذي تدور حوله جميع برامج الجامعة، وذلك بوصف الإنسان محور الاهتمام ومناط الخطط التنموية التي يحددها مجلس وزراء الداخلية العرب وقد قامت الجامعة بإجراء دراسات مستفيضة وقدمت إسهامات متعددة حول التحديات الأمنية المختلفة التي تواجه المجتمع العربي ووضعت رؤية واضحة للأجهزة الأمنية للارتقاء بها وتطوير قدرات منتسبيها بما يخدم أمن الإنسان واستقراره وسعادته ورفاهيته، وتمثلت هذه الجهود في إدراج حقوق الإنسان ضمن المناهج دراسية وتنظيم الدورات التدريبية والمحاضرات والندوات واللقاءات العلمية فضلاً عن الإنتاج العلمي المتمثل بإصداراتها العلمية، وتناول الموضوع من خلال الرسائل الجامعية. كما يأتي الملتقى كذلك في إطار تنفيذ الجامعة لتوصيات الملتقى العلمي الأول للشرطة العربية الذي نظمته الجامعة في العاصمة الأردنية عمان في محرم 1432ه. ويهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف المهمة من أبرزها التأكيد على دور الشرطة في صيانة حقوق الإنسان، والإطلاع على القوانين الدولية المنظمة للعلاقة بين الشرطة وحقوق الإنسان، وبيان دور الأديان في المحافظة على حقوق الإنسان، وإبراز دور المنظمات الدولية في الحفاظ على حقوق المتهمين. واستقطبت للملتقى هيئة علمية متميزة من المختصين والخبراء في الوطن العربي من أبرزهم معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، ومعالي القاضي مرشد علي العرشاني وزير العدل بالجمهورية اليمنية ومعالي د. علي فضل البوعينين النائب العام بمملكة البحرين، ومعالي الفريق الركن توفيق حامد الطوالبة القائد العام لقوات الدرك بالمملكة الأردنية الهاشمية واللواء حسين فكري أحمد مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان بجمهورية مصر العربية، وسماحة الشيخ أ.د. أحمد محمد هليل قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية، والأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، و أ.د محمد أمين الميداني رئيس المركز العربي للتربية على القانون الدولي الإنساني في باريس، و أ. مؤنس محمود المردي رئيس جمعية الصحفيين البحرينية إضافة إلى العديد من الخبراء في هذا المجال. وسيناقش الملتقى على مدار أربعة أيام مجموعة من الأوراق العلمية من مختلف الدول العربية من أبرزها (دور القضاء في حماية حقوق الإنسان) و(الأجهزة الأمنية العربية ودورها في حماية حقوق الإنسان)، و(بيان دور الدين في المحافظة على حقوق الإنسان، و(دور الشرطة في صيانة حقوق الإنسان )، و(حقوق المتهم في الاتفاقيات الإقليمية لحقوق الإنسان)، و(تجربة الأمن العام في المملكة العربية السعودية في مجال حقوق الإنسان)، و(كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة في الأجهزة الأمنية)، بالإضافة إلى عرض لتجارب الدول العربية في هذا المجال، إلى جانب عقد ورشتي عمل تناقشان الموضوع ودور وسائل الإعلام المختلفة في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان تحقيقاً للأمن بمفهومه الشامل في إطار التنمية المستدامة التي هي المطلب الرئيس للمواطن العربي في هذا العصر. يشار إلى أن إدارة العلاقات العامة والإعلام بجامعة نايف تنظم على هامش أعمال الملتقى معرضاً لإصدارات الجامعة العلمية التي بلغت (560) إصداراً علمياً محّكماً في مختلف مجالات العلوم الأمنية والاجتماعية والعدلية.