بعد الثورة العظيمة التي قام بها شباب مصر المحروسة، وما حصل في ميدان التحرير في قلب قاهرة المعز لدين لله، انقض الأحزاب والجماعات والحركات السياسية على الميدان وامتطوا ظهر الثورة، ولكن بعد الإعلان عن الانتخابات الرئاسية، بدأت الثورة تأخذ منحى آخر، فتشتت واندثرت وأصبحت بين المرشحين الرئاسيين إلى أن وصلت إلى الدكتور مرسي على طبق من ذهب. تاريخ الإخوان المسلمين السياسي في مصر قديم وهم في بحر السياسة المصرية منذ نعومة أظفار الجماعة التي تأسست على يد السيد/حسن البنا حيث دخلوا المعترك السياسي بسلاسة وسجلوا حضورا قويا في ظل تلك المعارك السياسية، لدرجة مشاركتهم في حرب 48 ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين. بعد أن ثار الجيش على الملك فاروق مع أني لا أراها ثورة بل هي اسيتلاء على السلطة لأن الثورة تأتي من الشعب نفسه بعد القهر والظلم كما حصل مؤخرا، فتحول المجتمع السياسي في مصر وأصبحت يد العسكر هي العليا وغيرها السفلى، واختلف الإخوان مع الجيش وقياداته (حاكم مصر) ابتداءً من العهد الناصري وصولاً إلى الرئيس محمد حسني مبارك، حيث زج بهم في سجون مصر. ومع هذا التغيير تغيرت نغمة الإخوان السياسية التي يعزفونها عن ما كانت عليه في العهد الملكي. من المسلمات أن يحكم الإخوان مصر في الوقت الحالي بعد الثورة فلديهم القوة الاقتصادية، و العلاقات الخارجية بالتنسيق مع الجانب الأمريكي، وانتشارهم القوي في المجتمع المصري خصوصا شريحة الشباب المصري. في ظني بأن الإخوان وتاريخهم السياسي على المحك، لأنك حين تحكم مصر يجب أن يكون لديك القدرة والملاءة السياسية ولا تكون متعجلا في قراراتك الرئاسية، وأن تستطيع أن تستوعب جميع أطياف المجتمع المصري لأنك أتيت بعد ثورة مساواة وعدالة فهي مرحلة انتقالية وهذه المرحلة هي التي سترسم ملامح مستقبل مصر. [email protected]