تحت رعاية معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، وبحضور الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ سفير خادم الحرمين الشريفين في فرنسا، والدكتور إبراهيم بن يوسف االبلوي الملحق الثقافي في فرنسا، احتفلت الملحقية الثقافية في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية الفرنسية بتخرّج دفعة جديدة من الطلبة السعوديين المبتعثين في الجامعات والمعاهد والمستشفيات والمؤسسات العلمية الفرنسية يوم السبت الماضي. وقد بدأ الحفل بكلمة لمعالي وزير التعليم العالي ألقاها نيابة عنه الملحق الثقافي، هنأ فيها المبتعثين والمبتعثات الخريجين والمتفوقين في الجامعات الفرنسية والذين «يؤكدون سنة بعد أخرى ومن خلال نجاحهم ومثابرتهم وجهودهم على أهمية تجربة الابتعاث إلى الخارج عامة، وإلى فرنسا خاصة، وذلك تأكيداً على الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - والمتمثلة في جعل التعليم العالي الركيزة الرئيسة للتنمية الاقتصادية والمجتمعية، وأحد الركائز الإستراتيجية للاستثمار في تنمية الموارد البشرية ولإعداد المستقبل في المملكة العربية السعودية». كما نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين، - وسمو ولي عهده وتهنئتهم للخريجين والخريجات، واعتزازهم بما حققوه، إيمانا منهم بأن العلم يشيع قيم التسامح والسلام العالمي بين مختلف الأمم والشعوب، فضلاً عن إسهامه في حركة التنمية والرقي الحضاري.وعن الشراكة بين المملكة وفرنسا ذكّر معالي وزير التعليم العالي «بالشراكات والاتفاقيات العلمية والبحثية، والتجربة الفرنسية في هذا المجال من النماذج الجيدة والغنية حيث أصبحت فرنسا تستقطب أعدادا متزايدة من المبتعثين والمبتعثات في جامعاتها وكلياتها ومدارسها الكبرى ومستشفياتها الجامعية». وركز معالي الوزير بالخصوص على تجربة الدراسات الطبية بالقول: «إن حرص واهتمام وزارة التعليم العالي بتجربة الدراسات الطبية باتت تعد إحدى أهم النماذج التعاونية والعلمية بين المملكة العربية السعودية وبين جمهورية فرنسا، والحرص أيضا على تكثيف حجم العلاقات بين البلدين الصديقين، في مجالات شتى كالقانون والهندسة والاقتصاد والعلوم الإنسانية ولآثار واللغة وتبادل الطلاب والزيارات والبرامج التعليمية». وفي ختام الكلمة وجه معالي الوزير عبارات الشكر والثناء للملحقية عن جهودها الحثيثة من أجل تحقيق المزيد من هذه الشراكات التي تساهم في تبادل المعارف والخبرات بين جامعات المملكة والجامعات الفرنسية. ثم ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية الفرنسية الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ كلمة هنا فيها الطلبة المتخرجين والمتفوقين وأشار إلى نضج تجربة الابتعاث في المملكة العربية السعودية. كما خاطب المتفوقين والخريجين قائلا «إنكم من خلال هذا النجاح والتفوق تؤكدون على نضج تجربة الابتعاث، والتي تحظى بعناية ومتابعة كريمة من لدن قائد مسيرتنا، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسدد خطاه». وأضاف»عندما دشن خادم الحرمين الشريفين برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، ليأتي مكملاً للبرامج التي سبقته في هذا المجال، كان (يحفظه الله) يرمي لجعل التعليم بعمومه، والتعليم العالي خاصة خياراً إستراتيجيا لبناء المجتمع على أسس من العلم والمعرفة والنمو والمنافسة الشريفة في الميادين العلمية. وبفضل من الله ثم بفضل هذه النظرة الثاقبة، أصبحت المملكة تفاخر بأبنائها المبتعثين المتميزين علماً وخلقاً، وما وجودنا هنا اليوم إلا تجسيداً لحلم القيادة الرشيدة والذي أصبح واقعاً معاشاً بفضل الله وكرمه». وأكد السفير على دعم سفارة خادم الحرمين الشريفين في فرنسا لجميع المبتعثين واعتبارهم نبراساً ينير الطريق لزملائه من طلبة العلم في فرنسا ويعكس التمثيل الأمثل للوطن. كما قدم السفير شكره لكافة العاملين في الملحقية الثقافية في سفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس، وعلى رأسهم الدكتور إبراهيم بن يوسف البلوي، والذي «قام وفريقه بعمل كبير وجهود مقدرة لإظهار مناسبة التخرج بالوجه الأفضل تكريماً لمسيرة النجاح والتفوق العلمي لكل مبتعث ومبتعثة في فرنسا». واختتم السفير مؤكداً على أن «الطريق طويل وشاق» ولكنه أكد أيضاً على النتيجة بقوله « سنصل بحول الله وقوته ثم بتضافر الجهود وتعاون الجميع لتحقيق ما نصبوا إليه وما تطمح له قيادتنا الرشيدة». من جانبه عبر الملحق الثقافي في فرنسا الدكتور إبراهيم بن يوسف البلوي عن الأهمية القصوى التي توليها الملحقية لحفل الخريجين وتكريم المتكيزين من كل عام مشيراً إلى ذلك بقوله «تشكل هذه اللحظة من كل عام لحظة الحصاد لبرنامج الابتعاث الذي توليه الملحقية اهتماما خاصا، وهو يُعد أحد أهم روافد التنمية ومسيرة البناء في المملكة وتحرص وزارة التعليم العالي ممثلة في معالي الوزير الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري توجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - أن يكون مفهوم هذا الخيار الاستراتيجي هو تعدد التجارب والتبادل المعرفي مع مختلف الأقطاب العلمية في دول العالم»، مضيفا «أن فرنسا تحتل مكانة مرموقة في المشهد الثقافي والعلمي على مستوى العالم في كونها دولة رائدة في مجال العلوم الدقيقة والمعارف الإنسانية». وشدد الملحق الثقافي على أهمية تكريم المتميزين قائلاً «بناءً على توجيهاتِ معالي الوزير وحرصه شخصيا على أهميةِ وضرورةِ تشجيع البحث العلمي الذي يُعد العمودَ الفقري للعملية المعرفية، تسعد الملحقية اليوم بتكريم [ 30 ] مبتعثاً من المتفوقين والمتفوقات، ممن نالوا قدرا كبيرا من التميّز في ميادين العلم من خلال نشر البحوث العلمية أو بحصولهم على المراتب العلمية الرفيعة في تخصصاتهم». كما توجه الملحق الثقافي بالشكر والامتنان والتقدير لرعاية معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري للحفل، ومتابعته بشكل دائم ومستمر ودعمه اللامحدود فيما يخدم أبناء هذا الوطن الغالي، كما شكر حضور سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في فرنسا الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ وحرصه على كافة المبتعثين والمبتعثات ومتابعة شؤونهم. كما ألقى البروفيسور بيير فرجييه عميد كلية الطب والصيدلة في جامعة روان كلمة ذكر فيها بالتعاون الثنائي والمتميز بين المملكة وفرنسا وأثنى على المجهودات المبذولة في هذا المجال والتى نحتفل بثمارها اليوم. ثم قدم الطلبة الخريجين والمتفوقين والمكرمين كلمتهم عبروا فيها عن مشاعرهم الصادقة نحو قائد مسيرة التعليم في المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه -والقيادة الرشيدة والقائمين في التعليم العالي عما يبذلونه من جهود لبناء طلبة العلم عبر المعرفة والعلوم ونجاح برنامج الابتعاث الخارجي وخاصة وأنهم يقطفون ثماره، وما اكتسبوه من علم ومعرفة تحملوا بها في هذه الرحلة الهامة من حياتهم، ليعودوا للوطن الغالي ويسهموا في دفع عجلة التنمية ومسيرة العطاء. وقد تم في الحفل تكريم 108مبتعثين ومبتعثات من الخريجين في العديد من التخصصات التى تشمل مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والشهادات الطبية الاختصاصية. وتشجيعا للبحث العلمي كرم 30 مبتعثا من الطلبة والطالبات المتفوقين والمتميزين في ميادين العلم؛ أكان ذلك من خلال نشر البحوث العلمية أو لحصولهم على المراتب العلمية الرفيعة كل في مجال تخصصه. حضر الحفل عدد كبير من المدعوين تقدمهم الدكتور مصطفى الشريف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري الأسبق والدكتور اوسكول رئيس جامعة روان، والدكتور فريجيه عميد كلية الطب بجامعة روان والدكتور نميتس رئيس جامعة أميان الأسبق، والدكتور بيروتان رئيس مجلس عمداء كليات الطب بفرنسا، والدكتور إيرسون عضو اللجنة الطبية، وأعضاء البعثة بسفارة خادم الحرمين الشريفين في فرنسا ومجموعة من المسئولين والأساتذة الفرنسيين في قطاع التعليم العالي والصحة، بالإضافة إلى عدد كبير من الطلبة والطالبات المبتعثين وحشد من المدعوين العرب والأجانب.