قدم الشيخ أحمد الفهد باسم الشعب الكويتي اعتذاره لقائد المنتخب ياسر القحطاني بسبب العبارات التي صدرت من بعض الجماهير الكويتية ضده أثناء اللقاء الحاسم بين المنتخبين, قبله بأيام غادر الصحفي الكويتي مرزوق العجمي برنامج المجلس لأنه شعر - حسب رأيه - ان هنالك ترصدا أو توجها من المجلس ضد المنتخب الكويتي, بالله عليكم أين نحن من هذا الرقي؟ ولماذا لم يتخذ أحد المسؤولين الرياضيين لدينا نفس الموقف وهم يسمعون العبارات ذاتها واسوأ منها تتردد طيلة السنوات الأربع الماضية ضد ياسر حتى في مواجهات كرة الطائرة؟ ما الفائدة من المسؤول عندما يتخلى عن ابسط واجباته ويقف عاجزا وربما مباركا هذه الإساءات وهي تستهدف لاعبا بريئا وأحيانا قائدا يرتدي شعار ولون الوطن؟ أما الشجاع والمواطن النزيه والشريف العجمي، فللمعلومية هو من اشد المنتقدين لاتحاد الكرة في الأوقات التي تستدعي ان يقول كلمة الحق والصدق, لكنه حين يرى ان هنالك مؤامرة أو تدابير إعلامية موجهة ضد منتخب وطنه فهنا الوضع يختلف, باعتبار ان الوطن وكل من ينتمي إليه لاعبا أو مسؤولا أو مشجعا أو إعلاميا خط احمر بالنسبة له وللشرفاء أمثاله. في مثل هذه المواقف تستطيع ان تكتشف سر التفوق الكويتي والكامن في ثقافة المجتمع وكيف أنتجت حبا وانتماء لوطن ليتنا تعلمنا منه الإبداع الثقافي والاعلامي والرياضي, وهي بالمناسبة رسالة ونصيحة للأستاذ أحمد عيد خصوصا في هذه المرحلة الانتقالية والمفصلية للكرة السعودية, نتمنى ان يستفيد منها, وهي ان أي عمل أو جهد للاتحاد سيكون مضيعة للوقت ما لم تتزامن معه قرارات قوية رادعة تحمي الجميع بلا استثناء ودون تمييز من عبث المرجفين والمتلاعبين مهما كان اسمه واصله وفصله وصفته وموقعه. التشجيع بالمحاصصة من المؤلم ان تجد سعوديا يفرح لخسارة المنتخب, أو صحفيا يكتب بحب وصادق انتماء للنادي بينما ينال ويتجرأ ويصر على شتم المنتخب وتجريح نجومه, أو لاعبا لا يتحمس ولا يقاتل ولا يخلص للمنتخب بمقدار ما يقدمه لفريق ناديه, لكن في المقابل علينا ان نبحث ونفهم أسباب وأسرار وعلاج هذا التناقض وربما التباين غير الطبيعي في المشاعر والعواطف بين النادي والمنتخب. تبعا لفكرة المحاصصة بين الأندية الجماهيرية التي أصبحت تتعامل معها حتى البرامج التلفزيونية واستوديوهات التحليل, ومثلها الجماهير في مطالبتها بتوزيع المناصب في اللجان بغض النظر عن الكفاءة والتأهيل والخبرة والسيرة الذاتية, فإن الأمر ينسحب على تسمية واختيارات تشكيلة المنتخب, وهو ما نقل صراعات الجماهير والإعلاميين المنتمين للأندية من المنافسات المحلية إلى المنتخب, من هذا المنطلق كنت أتمنى دائماً ان يعود النصر إلى ساحة المنافسة ومنصة البطولات, وان يقدم للمنتخب نجوما من طينة ماجد ومروان ويوسف ومحيسن والهريفي, لان هذا سيجعل المشجع النصراوي يفخر ويفرح بأن نجومه المفضلين يدافعون عن ألوان وشعار واسم الوطن , وقس على ذلك الإعلاميين المحسوبين على نادي النصر. منطقيا ووطنيا ومثاليا لا يجوز ولا يليق ان يرتبط حب وتشجيع الجماهير للمنتخب بحسب ما يضمه من لاعبي أنديتهم, بيد ان ما نلمسه وما يجري على ارض الواقع يؤكد ان هنالك تناغما قويا وتداخلا وثيقا ومباشرا بين ألوان الأندية والمنتخب. إعلام هدام لو سألت أي متابع لدورة الخليج الحالية عن أبرز سلبياتها لأجابك على الفور وبلا تردد: الإعلام, وتحديدا الإعلام السعودي.. كثيرون استبشروا قبل فترة وجيزة باتساع وتعدد وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية والتلفزيونية بتقنياتها الحديثة المتطورة, وأنها ستفتح آفاقا جديدة وتتيح فرصا عديدة لحرية الآراء وتنوعها بدلا من احتكارها من قبل فئات أو مطبوعات أو قنوات بعينها, وإذا بها تنقلب إلى وبال, وإلى أدوات هدم وتدمير وتأجيج, وتنافس على تقديم الإثارة بشكلها المقزز وأسلوبها المبتذل, الأمر الذي انعكس وأثر سلبا على مستوى الكرة السعودية أندية ومنتخبات, وعلى مخرجاتها وأجوائها التنافسية , لاحظوا كيف ان الإساءات والتصرفات المتهورة لم تعد تصدر وتقتصر على الأشخاص والجماهير في المدرجات فقط وإنما باتت العناوين الرئيسة والتوجهات الأساسية لمطبوعات لا يهمها احترام القارئ ولا الالتزام بالمبادئ والأصول المهنية بقدر اهتمامها بلفت الانتباه عن طريق إثارة البلبلة والتجني على حقوق وكرامة وآدمية البشر. في الأسبوع الماضي قلت ان المشكلة اكبر من ان تنحصر باسم أو أسماء محددة, وان كل ما يصدر على لسان هذا أو ذاك ما هو إلا نتاج أزمة إعلامية ظلت تتفاقم وتزداد انتشارا وخطرا يوما بعد آخر إلى ان وصلت إلى ما نحن عليه اليوم , وهي في تقديري محصلة طبيعية ومتوقعة بسبب غياب الحلول أو القرارات التي تضع حدا أو بالأصح نظاما واضحا وملزما مطلوب من الجميع التقيد به واحترام بنوده ولوائحه, لذلك ولإيقاف هذه الفوضى لابد من تفعيل دور هيئة الصحافيين لتكون جهة مسؤولة ومعنية بضبط المهنة الصحافية واجباتها وحدود عملها, إضافة إلى أهمية ان تتولى وزارة الثقافة والإعلام مهمة مراقبة ومحاسبة أي منتسب للإعلام على تجاوزاته, وهنا من المفترض ألا تتوقف هذه المهمة عند شكاوى المتضررين بل تقوم وتبادر بها الوزارة كإجراء نظامي اعتيادي يندرج ضمن مسؤولياتها. [email protected]