قدم الدكتور يعقوب حبيب النونو، أخصائي جراحة الفم والفكين في مستشفى دلة، مؤخراً شرحاً وافياً عن موضوع المفصل الفكي الصدغي وعن الاعتلالات التي تصيبه وطرق علاجها بالتفصيل. وفي شرحه عن مهمة مفصل الفك الصدغي، أوضح الدكتور يعقوب أنه يربط الفك السفلي مع قاعدة الجمجمة ويسمح بحركة المفصل حركة إما تكون انزلاقية (جانبياً أو إلى الأمام) أو حركة دورانية تسمح بفتح الفم. وبين د. النونو أن المفصل الفكي الصدغي جزء لا يتجزء من الجهاز المضغي ويتكون من الأسنان والعضلات الماضغة والتي تعمل معاً من أجل إتمام عمليات المضغ والبلع والنطق، وأن أي إضطراب يصيب إحدى هذه المكونات يؤثر بدوره على الأجزاء الأخرى. فمثلاً تقلص العضلات الماضغة نتيجة التوتر والضغط النفسي يؤدي إلى آلام في هذه العضلات التي بدورها تصاب بالإجهاد، بالإضافة إلى آلام في المفصل الفكي الصدغي. ويؤدي ايضا إلى إنطباق الأسنان على بعضها البعض وقد يسبب ذلك اهتراءها وتكسر بعض الحشوات فيها. وأي اعتلال يصيب المفصل الفكي الصدغي؛ مثل التهاب أو إنزياح القرص داخل المفصل أو إصابته؛ يؤدي أيضاً إلى آلام فيه وفي العضلات الماضغة وقد يؤثر على الأجزاء المحيطة بالمفصل وقد يشكو المريض من آلام أو طنين في الأذن، أو آلام وتشنج وتعب في عضلات الوجه والعنق والكتف وصعوبة في مضغ الطعام أو فتح الفم أو صدور أصوات الطقطقة أثناء فتح الفم.وشدد الدكتور يعقوب من خلال شرحه على أهمية التفريق بين آلام المفصل الفكي الصدغي والآلام الناتجة من الأجزاء المجاورة للمفصل، كآلام الأسنان وأضراس العقل والتهاب الجيوب الأنفية. وهنا يأتي دور الطبيب في التشخيص الصحيح لهذه الحالات. وعن طرق العلاج أوضح أن العلاج يبدأ بالطرق التحفظية التي تشمل تجنب الأطعمة التي يصعب مضغها والاعتماد على الأطعمة اللينة، وتجنب مضغ العلكة والتثاوب بقوة أو فتح الفم بشكل كبير. واختتم الدكتور يعقوب شرحه بتوضيحه آخر جزء من العلاج، الذي يستخدم في حالات نادرة، وهو التدخل الجراحي الذي قد يلجأ إليه في حالة عدم الاستجابة للعلاجات التحفظية السابق ذكرها.