سؤال يُطرح كثيراً من قِبل مراجعين العيادة، ويحمل عنواناً مضللاً، وللإجابة عنه لا بد من أن نشرح ماذا نقصد بالحارس الليلي. الحارس الليلي هو عبارة عن جهاز يوضع في فم المريض الذي يعاني آلاماً مفصلية عند النوم، ويلعب دوراً في معالجة وتخفيف الحالة التي صاحبته لمدة طويلة. وفي البداية لا بد من إيضاح بعض النقاط التي تهم المريض، والتي تتعلق بالألم بشكل عام في منطقة المفصل الفكي الصدغي. كلنا نعرف أن السبب الرئيسي الذي يدعو المريض لزيارة عيادة طبيب الأسنان أو عيادة جراحة الوجه والفكين هو الألم، الذي يمكن أن يكون ذا أسباب متعددة وكثيرة، وليس فقط من المفصل الفكي الصدغي. ومن المفيد شرح خصائص هذا الألم للمساعدة في تمييزه عن غيره. - الألم ذو المنشأ السني (الأسنان هي السبب)، وعادة ما يكون سريعاً نسبيا (ساعات أو أياماً)، ويتركز بشكل مميز في المنطقة المسببة كجزء من الفم أو سن بحد ذاتها (ألم لب السن يزداد بالحرارة مثلاً). - ألم الأنسجة حول السنية، ويحدث تحت ذروة السن أو جانبها، وعادة ما يتركز في سن واحدة. - الألم الناتج عن اضطرابات الأنسجة الرخوة، مثل التهاب اللثة التقرحي (التقرح القلاعي). والغالب في جميع أسباب الألم المذكورة سابقاً أن تكون ذات تاريخ قصير، أو تتحول بسرعة؛ لتصبح واضحة بحد ذاتها. أما الصفات المميزة للألم المفصلي فهي ألم من منشأ عضلي، يوصف على أنه عبارة عن صداع يمكن أن يكون حاداً أو حارقاً أو ضاغطاً في جنب واحد. أما الألم ثنائي الجانب فهو أكثر شيوعاً في الرأس والعنق. كما أن النشاطات المرتبطة بعضلات المضغ (التثاؤب - المضغ - الضحك - الغناء) تزيد الألم. ويزداد الألم سوءاً عند الصباح، ولكن هذا لا يعني تكراره في كل الحالات. ويشكو المريض أيضاً من ترافق الألم مع أصوات طقطقة أو فرقعة قد تكون مسموعة للآخرين ومترافقة مع حركة الفك؛ حيث تأخذ شكل صلابة أو تيبس أو ألم أثناء محاولة فتح الفم. ولتقرير درجة التحدد يتطلب ذلك إجراء بعض القياسات بالمقارنة مع القياسات الطبيعية، وهي: أقل قياس مقبول لفتحة الفم عند الإنسان البالغ هو 40 ملم، والحد الأعلى للمعدل هو نحو 65 ملم، وقد تنخفض فتحة الفم إلى مقدار 7 ملم في التحدد الشديد لفتحة الفم. أسباب الاضطرابات المفصلية والألم الوجهي المفصلي - العادات السيئة: مثل الجز وصرير الأسنان وقضم الأظافر ووضع الأقلام في الفم. - الضغط النفسي مثل الانزعاج والقلق والاكتئاب. - خلل في إطباق الأسنان، أو أذية فيزيائية مثل رض أو حادث أصاب منطقة المفصل، وهناك أيضاً الأمراض المفصلية، وعوامل التهابية موضعية. وعلى العموم يُنصح المرضى الذين يعانون الألم في المفصل الفكي الصدغي بسلسلة من الإجراءات المحافظة، منها تدفئة العضلات (كمادات ساخنة)، وتخفيف المضغ، وتجنب الأطعمة القاسية، مع تناول المسكنات مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في حالة عدم وجود مانع لها، مع الطلب من المريض ملاحظة في أي وقت من اليوم تحدث الاضطرابات والآلام المفصلية، وهل هي مستمرة أم متقطعة أم بشكل نوبات. الحارس الليلي هو الإجراء الشائع المتبع والمساند للخطوات السابقة، وهو استعمال الحارس الليلي أو حارس الفم، وهو عبارة عن جبيرة من مادة الأكريليك طرية أو قاسية تستعمل لمدة نحو ستة أسابيع، وفي حال عدم تحسن الحالة يمكن وضع أجهزة أخرى أكثر تعقيداً. ويمكن دعم الحارس الليلي بالمعالجة الفيزيائية؛ حيث أظهرت تأثيراً إيجابياً في تخفيف الألم وزيادة الحركة، لكنها مكلفة بالمقارنة مع النتيجة المتوقعة. وقد يساعد إعطاء الأدوية المضادة للاكتئاب في المعالجة. وفي النهاية لا بد من كلمة أخيرة للجميع، وهي ضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور أي عرض من أعراض الألم المفصلي استمر أكثر من أسبوع ولم يتراجع، مع التنبيه بضرورة إجراء الفحص والكشف المستمر كل ستة أشهر على الأكثر لدى طبيب الأسنان لكشف أي إصابة في الأسنان أو الفكين أو المفصل، مع إجراء الفحص السريري والشعاعي اللازم في حالة وجود أي شك في إصابة ما؛ فالوقاية خير من العلاج، وتمنياتنا لكم بالصحة والسعادة على الدوام. د. يمان فلفلي - أخصائي جراحة الفم والأسنان والفكين