نفس أول ما أجملك من كائن غريب عذب رقيق، ظل يتردد اسمه على مسامعي منذ سنوات عمري الأولى، وفي لحظة ما من العمر تسللت إلى قلب الصبية الهادئة، وغمرت أرجاء نفسها كشمس أشرقت فجأة في خاصرة ليل مليء بالظلام، وبلا موعد مسبق، وبلا تدرج تغلغلت إلى غرف نفسها، وكشفت ستر أسرارها البيضاء، وأعلنت لعقلها بيانك الأول، وابتهجت بحديثك عن تسربك في أودية قلبها الغض، وعرفت لحظتها أنك الأمل الذي تبحث عنه، واستدرجها الابتهاج بك إلى واحاتك المليئة بالأقمار المكتملة. منذ أول قطرة منك يا أمير قلبي تمثلت في بيت عبرت به عن شعور ساذج بلل بنداه واحتها، أدركت أن حديث الناس عنك وتعلقهم بك لأنك تتسلل إلى أوردة عشاقك كليلة عيد مليئة بالنجوم، وكم تحس الآن أن حياتها لم تكن لتورق بلا شعر، فشكراً لك أيها المتمرد عليها، وهكذا أنت تأتي إليها مباغتاً كشهقة، وتتوغل بداخلها بلا استئذان، وتشعل النار أحياناً في أرجاء روحها، وهي تصفق لك وأنت تنتقل من غصن إلى غصن، وتضحك فرحة بحرائقك كطفل يطرب لتراقص لهب يلتم ثيابه ببراءة متناهية. أمير قلبي العذب، منذ أن خطت مشاعري بطواعية محب ولهفة عاشق إلى مدرستك الجميلة وأنا تلميذة تنهل مشاعرها من عمق تجربتك الثرة، وفي نهاية كل لحظة دراسية أجلس كي أستعيد بفرح كل همسة من همساتك وكل إشارة، وكأني أستجمع أشتات حديثك المذهل، وكنت أشح أن يطلع عليك من حولي خوفاً من فقدك أو غيرة عليك منهم، أريدك أن تكون لي وحدي، وجاءت لحظة ميلادي الأجمل حين منحتني مفتاحك، وأذنت بالدخول إلى عالمك السحري، وأعطيتني لقب شاعرة. أيها الشعر، اقبل من تلميذتك العاشقة أن تطلق عليك لقباً تحبه، وتتمنى منك قبوله (أمير القلب وسيد المشاعر). نفس لاحق ليلك رسايل حب وأشواق ونجوم وفجرك ضحوك ووجه صبحك نوارس معك اقتسمت الضحك والشوق والنوم عش في الخفوق ولك من العين حارس