السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد علمت في الطريق في اثناء عودتي مساء الجمعة 14/10/1420ه من زيارة احد الاقارب المهمين في حياتي اثر حادث بسيط تعرض له اسأل الله ان يجبر كسره ويعظّم اجره ويشفيه مما اصابه انه قدير,, اقول علمت بوفاة الفريق سعيد محمد العمري والحقيقة ان الخبر كان له وقع الصاعقة على النفس لا والله طمعا في الخلود ولا اعتراضا على قضاء الله وقدره فتلك سنة الحياة والله سبحانه وتعالى يقول (انك ميت وانهم لميتون), وقال شاعرنا العربي,. فما المعزي بباقٍ بعد صاحبه ولا المعزّى وان عاش الى حين فاللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم اغسله من ذنوبه بالماء والثلج والبرد. اللهم نقّه من خطاياه كما ينقى الثوب الابيض من الدنس لقد كان يرحمه الله عابدا تقيا لسانه رطب بذكر الله من السباقين لنداء حي على الصلاة حي علىالفلاح يؤدي الفروض الخمسة جماعة في المسجد مكانه في الصف الاول مع اهل النهى ساعده على اختيار هذه المكانة الرفيعة قوة ايمانه وعزيمته التي لا تكل ولا تمل في طاعة ربه وادراكه بان كلا زائل لا محالة وان البقاء لله وحده وان المبادرة والمداومة والسباق على طاعة الله هي الوسيلة المثلى لبلوغ رضوانه ومغفرته, لقد كان رحمه الله قائدا ناجحا بكل المقاييس ناضجا فكرا وتخطيطا سديد الرأي نافذ البصيرة قويا عندما تحتاج المواقف الى حزم لين في غير ضعف يعرف حقيقة ذلك كل من تعامل معه عبر مشوار حياته الوظيفية الحافلة بالعطاء قويا حتى عندما حضرته الوفاة فقد علمت انه عند الاحتضار طلب من زوجته ام عبدالله اثابها الله ان تساعده ليستلقي متيمنا القبلة,, واشر لها بانه مودع للقاء ربه,عُرف رحمه الله امينا صادقا صريحا لا تأخذه في الحق لومة لائم شجاعا مقداما مخلصا لدينه ومليكه ووطنه صبورا على الشدائد لا يستسلم لليأس ولا الكسل وليسمح لي اخي اللواء الاديب محمد حسن العمري ان استشهد في هذا المقام ببعض ابيات من قصيدته المنشورة على ص 14 من جريدة الجزيرة العدد 9978 الاحد 17 شوال 1420ه. لله درك يا سعيد العمري يا من عرفته حازما في الامر يا من عرفته صائما ومصليا ومسبحا في سره والجهر في الحق لا يخشى ملامة لائم فليس يخفي حاجة في الصدر عاش عزيز النفس مجبولا على حب المكارم صامدا كالصخر الى ان قال,,. والناس تعرف قدره مثلي وقد بصموا على ما قلته بالعشر كان يرحمه الله دائرة معارف تحوي كل شيء يمتاز بمهارة فائقة في التعبير عن رأيه والدفاع عنه مع احترامه للرأي الاخر ويرى بعين فاحصة ما قد يخفى على كثير من معارضيه في الرأي والذي سرعان ما يوافقونه في كثير من الامور, كان ومازال محل احترام من يختلف او يتفق معه, منحه الله قوة الذاكرة وسرعة البديهة فتجده حجة في الحديث وتلاوة القرآن متحدثا بارعا في اللغة العربية والبلاغة والادب مرجعاً في التاريخ والسيّر ملما بأحوال وعادات الناس بمختلف مستوياتهم وثقافاتهم واقاليمهم حديثه ممتع ومفيد لا يمل. رحمك الله يا ابا عبدالله فكم كنت شهما كريما مضيافا حكيما وبفقدك خسرنا علما ورجلا عظيما لكنها كما اسلفت سنة الحياة وعزاؤنا جميعا نحن محبيك انك تركت سيرة حسنة وثناء عطرا ولك مواقف متميزة تستحق التدوين ويحاط بها الكثيرون من محبيك وأحسب انه سوف ينبري لها احد الملازمين لك في حياتك من ابنائك او ابناء اخيك او زوج ابنتك الاخ الصديق المقدم محمد حسن زهير العمري فيسلط الضوء على جوانب مهمة في حياتك ويتحفنا ببعض المواقف والشواهد التي يختزنها عنك,, اسأل الله ان يتولاك برحمته ويتجاوز عن سيئاتك ويسكنك فسيح جناته ويلهم ذويك ومحبيك الصبر والسلوان والحمد لله من قبل ومن بعد. و(إنا لله وإنا إليه راجعون). عقيد: عوض زايد حسن العمري