كبير" الجزيرة " " ,, عندما دخلت مكتب رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك لعرض فكرة إصدار أول ملحق رياضي خاص عن كأس العالم ، كان ترحيبه مثاليا ورده لا ينسى ,, ابتسامة بليغة هادئة ,,,,! " . تلك كانت بداية كلمات زاوية " كلمات ,, وسطور" في مقدمه الملحق الناجح الذي صدر في صيف عام 1398ه - 1978م ، ولازالت في البال ذكريات العمل الشاق وقتئذ حيث كان يتطلب دقة عالية وجماعية مدهشة ، فإمكانات الإخراج والتحضير للطباعة في حينها لم تتعدى " قوالب خشبية" في حجم الصفحة الواحدة يوضع بداخلها قطع دقيقة من مادة الرصاص الصلبة لتكوين أحرف الكلمة الواحدة ويتم رص هذه القطع الصغيرة تباعا لتجميع الكلمات والسطور بمهارة رشيقة قبل أن نلجأ إلى الخطاط ليرسم بريشته البارعة عناوين الصفحات المتلاحقة ثم نسرع إلى المونتاج اليدوي إلى أن نصل مستودع ماكينات الطباعة النهائية ، وهناك ننتظر للاطلاع على شكل الطبعة الأولى، لنعود بعدها إلى منازلنا مع نسمات سيد مظاهر الجمال ,, فجر الروعة والكمال , سر نجاح وتفوق " الجزيرة " يرتبط بأصالتها ورصانتها كما تديرها أنامل ومشاعر الربان الباهر ,, واليوم بعد نحو عقدين ونصف من الزمان وبعد التطور الهائل لوسائل التقنية الحديثة، لا يزال كبير" الجزيرة " ,, دائم البسمة,,, ! ملحمة خاصة احتارت الكأس الذهبية لبطولة العالم الأولى للأندية بين فارسي السامبا كورينثيانز وفاسكو دا غاما قبل أن يهدر نجم الأخير إدموندو ركلة الترجيح الحاسمة من دون أن " تقوم الدنيا ولا تقعد " مثلما حدث مع السوبر ستار سامي الجابر في نهائي الكأس الأفروأسيوية الأخيرة ,, ومن المعروف أن بطلي ضربة الجزاء ، اللاعب الهداف والحارس البارع ، يحسبان حساسية الموقف كل بطريقته فالأول يختار زاوية محددة يسدد نحوها ، فيما يعتمد الثاني جهة معينة يندفع إليها ,, والحقيقة الغائبة أن الكثيرين لا يعلمون أن لكل ركلة جزاء ملحمة خاصة بين التوتر العصبي والثقة بالنفس ، فعندما يتقدم اللاعب لتنفيذ الركلة يخيل له أن حجم المرمى أمامه صغير وضيق ولا فرصة لتمرير الكرة نحو الشباك ، بينما يعتقد الحارس بدوره أن مرماه كبير وواسع ولا إمكانية لرد الكرة المتجهة لمعانقة الشباك ,, ولحظة تردد واحدة تنهي كل شئ ,, ! مروض " النمور والأسود " مع بداية المونديال الإفريقي ، لابد من العودة إلى أحد أبرز الحكام في الساحة العربية السعودي القدير عبد الرحمن الزيد ( 40 سنة ، الطول 178 سم ، الوزن 82 كلغ ، حصل على الشارة الدولية عام 1992 ) عندما تألق قبل عامين في بوركينافاسو إثناء قيادته مباراة دور ربع النهائي لبطولة كأس إفريقيا الماضية بين فريقين من عمالقة الكرة السمراء كلاهما أحرز اللقب مرتين من قبل : منتخب الكونغو الديموقراطية - زائير سابقا - المسمى " بالنمور السوداء " ومنتخب الكاميرون " الأسود الكاسرة " ! لم يفاجأ الزيد كثيرا بطبيعة الكرة الإفريقية المعروفة بالقوة المتناهية والحماسة الشديدة في الآداء إلى حد الوصول إلى مشارف الخشونة المفرطة ، وفيما حاول نجوم الفريقين إبراز كل ما لديهم لتحقيق الفوز المطلوب ، بذل الزيد بدوره جهدا مدهشا لمتابعة ورصد كل صغيرة وكبيرة طوال 90 دقيقة مليئة بالإثارة الهائلة والمتعة البالغة وتمكن ببراعة لافتة من ترويض " النمور " و " الأسود" والوصول بالموقعة الشرسة إلى بر الآمان بعد فوز الكونغو على الكاميرون مؤكدا جدارة الحكم العربي، والطريف أن الزيد ألغى " بعين الخبير " هدفا لكل فريق سجل بلمسة اليد بمهارة وخداع المحترفين ، كما طرد لاعبين من فريق الكونغو المنتصر بالإضافة إلى سيل من البطاقات الصفراء للمتنافسين ، ولم نر اعتراضا واحدا بل أن حكمنا الهمام تلقى التهنئة من لاعبي الفريقين معا قبل مغادرته أرض الملعب ,, فاستحق الإعجاب والإشادة من الجميع ,, !