تميزت هذه البلاد ولله الحمد بأنها كانت موئلاً للعلم والعلماء على مدى قرون طويلة أنجبت عدداً كبيرا من العلماء خاصة بعد دعوة المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وقد أنشأ بعض هؤلاء العلماء عدداً من المكتبات فيها عدد كبير من الكتب والمخطوطات الكثيرة، لكن للأسف فُقد أكثر هذه المكتبات ولم يصلنا من المخطوطات سوى القليل, ومن هذه المكتبات المفقودة مكتبة آل قرناس في الرس التي جمعها الشيخ قرناس بن عبدالرحمن (1192 1262ه) قاضي الرس والقصيم في زمنه، الذي يعتبر من اكبر علماء نجد، التي ورثها من خاله قاضي الرس عبدالعزيز بن رشيد بن زامل بالاضافة الى ما نسخه بخط يد، وهذه المكتبة التي جمعها طيلة عمره وعمر ابنيه الشيخ محمد (1209 1272ه) قاضي الرس بعد ابيه قرناس، والشيخ صالح (1253 1336ه) قاضي الرس والقصيم في زمنه، فُقدت هذه المخطوطات الثمينة ولا يوجد منها حالياً إلا نماذج قليلة منها: 1 إرشاد أولي النهى لدقائق المنتهى تأليف منصور البهوتي التي خطها رشيد بن زامل عام 1058ه. 2 شرح الأجرومية للمكودي بخط الشيخ رشيد بن زامل عام 1055ه. 3 الرسالة للإمام أحمد بن حنبل كتبها الشيخ عبدالعزيز بن رشيد عام 1089ه. 4 عقد الفرائد لابن عبدالقوي المشهورة بمنظومة ابن عبدالقوي بخط الشيخ قرناس. 5 رسالة في الفقه كتبها الشيخ سعود بن عبدالعزيز بن رشيد. 6 قليل من الرسائل. 7 بعض المخطوطات لعقود مبايعات وأوقاف منازل بخط الشيخ قرناس وابنيه محمد وصالح. هذه المكتبة فُقدت بسبب الامطار التي سقطت على الرس عام 1376ه وانهدم البيت عليها وعند تجديد البيت وُجدت أنها تالفة بسبب الإهمال وعدم العناية من الأحفاد، ويذكر القاضي صاحب كتاب روضة الناظرين بأن لديه عدداً من هذه المخطوطات هي مرجعه في ترجمة الشيخ قرناس وابنيه محمد وصالح آلت اليهم بسبب المصاهرة مع الشيخ صالح القرناس, هذا نموذج ومثال من المكتبات المفقودة في الرس، وهناك مكتبات أخرى في الديار النجدية مفقودة بهذا السبب وبغيره، آمل ان ييسر الله للمهتمين بالمخطوطات وتاريخ المملكة العثور عليها أو جزء منها، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.