مع إطلالة شهر رمضان الكريم لهذا العام 1421ه بدأت الجزاءات المرورية على سائقي السيارات الذين لا يلتزمون بربط حزام الأمان أثناء قيادة المركبة,, وبالمناسبة فلقد كان ليراع عبدالعزيز بن محمد الفنيسان مقالة حضنتها هذه الصفحة صفحة عزيزتي الجزيرة في العدد ذي الرقم 10286 الصادر يوم الاحد 30 شعبان 1421ه وسمت ب الى المخالفين قواعد المرور: اتقوا الله في الأبرياء تطرق في أولها الى الحديث عن حزام الأمان وضرورة التقيد بربطه اثناء قيادة السيارة واننا أمام أمرين أولهما: صدور هذا الأمر من ولاة الأمر حفظهم الله وعلينا السمع والطاعة لأمرهم, ثانيهما انه نظام في الدول العظمى يجازى عليه المخالف لما فيه المصلحة ونحن أحق بالالتزام بما فيه مصلحة خاصة وعامة,, واضم صوتي الى صوته في ما تحدث فيه، ثم اتحفنا الكاتب بفائدة طرق الحديث عنها في آخر مقالته ألا وهي المخالفات المرورية المتعدي ضررها بل تُعد من أخطر المخالفات المسببة للحوادث الخطيرة حيث قام بدراسة خاطفة في نصف ساعة لحصر مخالفات حدثت أمام ناظريه فخرج وحده ب21 مخالفة مرورية معظمها خطيرة كالتفحيط والتهور في القيادة وقطع الإشارة وعكس السير,, فكيف بما لم يره ولم يشاهده من مخالفات مرورية تقع في كل لحظة؟ ولكن لنخضع تلك المخالفات التي شاهدها شخص واحد في اليوم لمسألة حسابية خفيفة لنقف على حجم الخطر الذي يقف أمام كل مقومات السلامة المرورية ف21 مخالفة في نصف ساعة x2 =42 مخالفة في الساعة x 24 ساعة = 1008 مخالفات في اليوم وأظن انه لو عدّ عدم ربط الحزام كمخالفة لعد كل سيارة أمامه وخلفه وعن يمينه وعن يساره ولارتفع العدد الى رقم خيالي يعجز عنه الحصر,,! ونحن عندما نتكلم عن الأنظمة المرورية نسعى الى ان ينتظم الجميع في قيادة سياراتهم ليعود عليهم بالنفع وعلى الآخرين، وإذا كان ربط الحزام لمصلحة خاصة تعود على رابطه دون غيره فالتقيد بالأنظمة المرورية عامة لها مصلحة عامة وليست لمن التزم بها دون غيره,, فمتى ارتكبت مخالفة مرورية كقطع الإشارة أو السرعة الجنونية او التفحيط أو مخالفة السير فإن الخطر متعد لكل من يسير على الطريق وليس مقتصراً على السائق فحسب,, بينما لو أتى سائق لم يربط الحزام فهل هذه المخالفة يتضرر بها غير السائق,,؟ وقبل ان يبدر الى القارئ اني ضد ربط حزام الأمان أقول بل انا من المؤيدين لكل ما فيه مصلحة خاصة وعامة,, ولكن إذا وقفنا أمام الإحصائيات الهائلة التي تعكس تلك الحرب الشعواء من الحوادث المرورية التي تحصد أرواح الأبرياء كما رصدته الإحصائيات الرسمية بالمملكة العربية السعودية على امتداد 30 عاماً يدعونا لأن نبحث وبجدية عن الأسباب لتلك الحوادث لنضع الإجراءات المناسبة لها,, ولنقف عن قرب من تلك الأعداد الخيالية المفزعة لتلك الحوادث: فعدد الحوادث في تلك المدة 1551326 وعدد المصابين 588084 والمتوفين 78467 ,وأما الخسائر الاقتصادية المترتبة على ذلك فيعكسه الكم الهائل لعدد الحوادث,, فإذا ما عرفنا ان الحادث المروري في الغالب بين سيارتين وقد يقع بين أكثر من سيارتين وقد يكون من سيارة واحدة فنجعل المعدل سيارتين لكل حادث فعدد السيارات 1551326x2= 3102652 سيارة فنحن إذاً أمام أزمة كبيرة تحتاج الى مراجعة ودراسة مستفيضة للأسباب والمسببات ومن ثم يصرف العلاج الناجع على ضوء تلك الدراسة,, ومن خلال التحقيقات المرورية لأسباب الحوادث تبين ان أعلى سبب يكون في وقوع للحوادث هو السرعة إذ تبلغ نسبة ما تسببه 55% تقريباً من الحوادث وان قطع الإشارة يمثل ما نسبته 15% من الاسباب، فيبقى 30% تتوزع بين أسباب أخرى كتردي الإطارات أو,,, وغيرها, فهل سجلت حالة واحدة من اسباب تلك الحوادث عدم ربط حزم الأمان,, ولكن ستكون الإجابة أن من أسباب تضاعف الإصابات أو زيادة عدد الوفيات عدم ربط حزام الأمان فهنا نقول للسائق لتكن معتنيا بنفسك أكثر من غيرك وما يقوم به رجال الأمن وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي وزير الداخلية رجل الأمن الأول دليل على اهتمام بالغ بما يعود على المصالح الشخصية لكل قائد مركبة فاحرص على الالتزام بربط حزام الأمان لا هربا من الغرامة بل لرغبة شخصية للسمع والطاعة لولاة الأمر وتقيدا ذاتيا للأنظمة المرورية العامة، ومع هذا فقد يقول قائل ان حزام الأمان له بعض السلبيات كما حدث لاحد الأشخاص قبل بضع سنوات حيث استقل مع رفقة له عددهم اربعة سيارة فركب ذلك الشخص على المرتبة الأمامية بجانب السائق وربط حزام الأمان من بين الركاب وقدر الله لهم ان تنقلب السيارة فتتحول حالتها رأساً على عقب فخرج جميع الركاب بعد هدوء العاصفة من السيارة سالمين ما عدا رابط الحزام إذ بقي معلقا لا يستطيع خلاصا من ورطة حزام الأمان فقام رفقته بإنقاذه بعد ما اصبح في موقف لا يحسد عليه وأضحوكة لهم,, فيرد عليه ان كل نظام أو قانون من اجتهادات البشر لا يخلو من سلبيات لكن ينظر في ذلك الى نسبة الإيجابيات بما يقابلها من سلبيات وهنا فحزام الأمان له من الايجابيات ما يغطي سلبياته ان وجدت,, ولكن يبقى السؤال المهم هو لنقضي على أسباب الحوادث ونحاصرها لتقل نسبة الحوادث والمتمثلة في المخالفات المرورية فما الوسيلة لذلك,,؟ وكيف السبيل,,؟ فالوعي الذاتي من السائق مهم في ذلك وحزام الأمان مذكر ومثير لذلك الوعي, فهل يعي السائق ذلك فيلتزم بربط الحزام بمجرد ركوبه سيارته ليصبح عادة تلقائية للسائق متى ركب سيارة,,؟ هذا ما نأمله وننتظره من كل قائد سيارة,, فلنتحمل عبء البداية لننعم بنعيم النهاية بإذن الله. عبدالمحسن المنيع