تقوم المدرسة بوصفها مؤسسة اجتماعية تربوية هامة بدور بارز في تربية وتعليم أبنائنا الطلاب وتعويدهم السلوكيات التربوية السليمة, إلا أنها لا تستطيع وحدها القيام بالدور التربوي المطلوب ما لم تؤد الاسرة هي الأخرى دورها بجانب المدرسة، حيث ان الأسرة إذا لم تكمل دور المدرسة فإن ذلك سيؤدي الى انحراف ابنائنا ووقوعهم في الانحراف لا سمح الله، هذا بالاضافة الى ضياع مستقبلهم الدراسي والوظيفي, إن ما يلاحظ على كثير من أبنائنا وخصوصاً في عصرنا الحالي وجود نواح من القصور والتي تؤثر بدورها في مسيرة حياتهم التربوية والنفسية والاجتماعية والأسرية والأخلاقية وتتمثل فيما يلي: 1 ضعف في التحصل الدراسي. 2 إهمال في أداء واجبات ومتطلبات المدرسة. 3 جهل بكيفية التعامل والتكيف مع الآخرين من زملاء أو معلمين. 4 ظهور بعض السلوكيات والتصرفات الخاطئة او غير المرغوبة. 5 الوقوع لا سمح الله في رفقة أوصحبة سيئة، ومعلوم ما لجليس السوء من تأثير في إفساد صاحبه وانحرافه عن السلوك القويم, وغير ذلك من المظاهر. ولو تأملنا اسباب هذه النواحي من القصور لدى الطلاب لوجدنا أنها متعددة لعل منها: 1 ضعف قدرات الطالب الذهنية أو العقلية. 2 نوعية الظروف التي يعيشها الطالب في أسرته (طلاق، وفاة أحد الوالدين شدة أو صرامة في المعاملة من قبلهم,, أو غيرها). 3 تأثر الطالب أحياناً ببعض زملائه المتأخرين دراسياً او اخلاقياً وعدم وجود من يرشده ويصحح أفكاره. إلا أن السبب الرئيسي في نظري يرجع لإهمال هؤلاء الأبناء وقلة متابعتهم من قبل الأسرة حيث أن المتابعة نادرة وقد تكون معدومة من قبل الوالدين (أحدهما أو كليهما)، المتابعة في المدرسة والاسرة والشارع وغيرها، فالأب مشغول ويقضي معظم وقته خارج منزله ويحرم أسرته من وجوده بينهم وبالتالي التنصل من أداء وظيفته في المساهمة في تربية أبنائه وتنشئتهم التنشئة الصالحة القويمة، والأم لا تستطيع وحدها القيام بدور التربية ما لم يقم الأب هو الآخر بدوره بجانبها، كما أنها أي الأم بطبيعتها امرأة ضعيفة قد لا تستطيع إحكام السيطرة على ابنها وقد لا يكون لها هيبة كتلك التي يملكها الأب, وما أود ان اشير اليه هنا أن وجود الأب دون فعالية ليس كافياً لأداء وظيفته التربوية في أسرته، كما أن طريقة تربيته لها دور وتأثير كبير هنا، فقد يكون الأب موجوداً متابعا لأبنائه إلا ان اسلوبه او أسلوب الأسرة كلها غير سليم في التربية وقد يشوبه نوع من الشدة وبالتالي تكون جميع أساليب التنشئة المقدمة لهم غير مجدية معهم. ولكي نضمن بإذن الله سير أبنائنا في دراستهم سيراً حسناً وعدم تأخرهم أو ضعفهم فيها وتمسكهم بالأخلاق العالية ووقايتهم من الانحراف لا بد من: 1 متابعتهم المستمرة من قبل الوالدين في المنزل والمدرسة والسؤال عنهم والتشجيع المستمر لهم على المثابرة والنجاح والتفوق. 2 معرفة من يجالسون ويرافقون من أصدقاء وهل هم صالحون ام فاسدون. 3 قضاء وقت كاف معهم خصوصاً من قبل الوالد بأن يخصص جزءاً من يومه يمضيه معهم وإن تيسر الأمر مرافقة الابن لأبيه وقضاء بعض المهام معه على الا يكون ذلك بالزام الابن وإجباره بل باختياره ولا يكون ذلك أيضا على حساب دراسته ومذاكرته مما يقوي علاقة الابن بأسرته. 4 محاولة فهم الابن من قبل الأسرة والاستماع لآرائه او حوائجه أو شكواه ومشاكله وما يعانيه ومساعدته في تجاوزها وغير ذلك من الاجراءات والحلول. عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة