ويبقى الهلال بدراً,, يبقى الهلال بطلاً * يأتي مدرب ,, يذهب مدرب فلا يتغير شيءٌ في الهلال كأنما هو الذهب الأصلي * يأتي نجوم,, ويغيب آخرون,. ويبقى الهلال زعيماً,, يحصد البطولات والألقاب بنهم غريب وشهية مفتوحة,. * من غير الهلال يفعل ذلك,. من غيرالهلال تضربه عواصف التغيير فلا يهتز ولا يتأثر. * من غير الهلال تداهمه المشاكل والمصاعب,, فلا يضعف ولا يلين. * من غير الهلال لديه هذه الروح الوثابة المسكونة عشقاً للبطولات والكؤوس وفي هذا الإطار الجميل. أسقط الهلال من قاموسه كل مفردات القناعة وأخواتها,, فمع البطولات لا يعرف الرأفة,, إذا جمعته معها مواعيد فإنه لا يخلفها ابداً ولهذا اصبحت البطولات مرادفة لاسم الهلال وأصبحت الكؤوس الوجه الآخر له,, واصبح المجد عنواناً له. * ويأتي فوز الزعيم بكأس السوبر الآسيوية للمرة الثانية في تاريخه,, وانتزاعه بطاقة التأهل الى نهائيات بطولة كأس العالم الثانية للأندية في اسبانيا أكبر معاقل الكرة في اوروبا بعد كسره شوكة شيميزو بطل اليابان في موقعتي الذهاب والإياب في احتفالية رائعة وفي ليلة من ليالي الكرة السعودية التي لا تنسى شرفها وجه السعد الأمير سلطان بن فهد,, ليؤكد من جديد زعامة الكرة السعودية لنصف الكرة الأرضية,, وهي زعامة مستحقة,, لم تأت من فراغ فقد شيد صرح الزعامة منتخبنا الوطني عبر عقدين من الزمان وأكمل البناء القادسية والنصر والاتحاد والهلال سفير الكرة السعودية الدائم للنجوم,. * ويأتي فوز الزعيم بكأس السوبر والتحاقه بنادي النخبة وانضمامه لقافلة زعماء الكرة في العالم دليلا آخر على اصالة معدن الهلال لاعبين ومسؤولين وأعضاء شرف وجماهير,, فما تحقق مساء الاثنين السعيد المطرز بالفرح الوردي فوق درة الملاعب العالمية كان نتاجاً طبيعياً لتضافر جهود الجميع الذين عملوا بإخلاص كل في موقعه من اجل بلوغ هذا الهدف ,, وهذا أبرز اسرار انتصارات الزعيم المدوية,, فالاختلاف في وجهات النظر بين أعضاء الشرف حول أمر ما,, المدرب بلاتشي او اشراك لاعب او ابعاد نجم,, أو أي موضوع آخر يتحول عندما يحين موعد التحدي الى قوة هائلة تدعم الفريق وجهازه الفني والإداري,, فلا شيء يعلو على مصلحة الهلال,, كل شيء يمضي ويبقى الكيان,, هذا لسان حال كل الهلاليين من أكبر مسؤول الى اصغر مشجع. ولهذا يتواصل المد الأزرق يفرض نفسه على ساحة الكرة المحلية والخليجية والعربية والآسيوية,, منفرداً وحده بالقمة والزعامة,, فلا يوجد ناد عربي أو آسيوي استطاع أن يحقق ما حققه الهلال في السنوات الأخيرة وحسبنا الاشارة فقط الى حصده سبعة ألقاب وسبع كؤوس مختلفة الأشكال والألوان في بحر عام واحد وهذا ما لم يحققه أي ناد في العالم وليس في عالمنا العربي أو اوروبا,, وهذه ليست مبالغة وانما حقيقة ساطعة كالشمس,, ومن يعترض عليه أن يقدم لنا اسم فريق حقق سبع بطولات مختلفة في فترات متقاربة لم تتجاوز العام الواحد,, انه الهلال الذي لا تملك إلا ان تمنحه قطعة من قلبك,, بغض النظر عن ميولك وانتمائك لا سيما إذا كنت من هواة الفن الكروي الأصيل,, ومن يعشقون الانتصارات,, فضلاً عن اعجابك الشخصي بنجاحاته المستمرة في الدفاع عن سمعة الكرة السعودية والمحافظة على تفوقها. وبالعودة الى شريط مباراة الإياب فإنني اتجاوز عن كل ما يقال حول مستوى الزعيم,, فالعبرة ليست بجمال الأداء وروعة المستوى وانما بالنتائج، فهي التي تعتمد رسمياً ويدونها التاريخ,, العبرة بالخواتيم وهلال لاتشي تعامل مع مباراة الإياب كما يجب,, فالحذر الشديد والخوف من وقوع المفاجأة والضغط العصبي والشد النفسي الذي أحاط بالفريق منذ لحظة مغادرته اليابان وحتى قبل مباراة الرد وخلالها اثر سلباً على ابداعات نجوم الزعيم وهذه أمور طبيعية,. فلا شيء مضمون في عالم الكرة 100% وما حدث في اليابان يمكن ان يتكرر في الرياض لهذا كله تعامل الزعيم مع مباراة الرد بالأسلوب الذي يحقق له في النهاية بلوغ كأس العالم وخطف كأس السوبر فلم يندفع في الهجوم,, ولم يتهاون في الدفاع عن مرماه ومع ذلك لم يخسر,, لم يخرج من موقعة الرد مهزوماً وانما متعادلاً,, مؤكداً جدارته بالفوز بالنقاط وليس بفارق الأهداف ,, اربع نقاط للزعيم مقابل نقطة واحدة لشيميزو,, فالمحصلة النهائية كانت لصالح زعيم العرب وآسيا الهلال نتيجة ومستوى,, وهذا هو المهم,, فالبطولات تصنعها النتائج,, لا جمال المستوى ولا حلاوة الأداء,, فليفرح الزعيم بكأسه وليرفع تاجه المرصع بالألماس,, وليحتفل بالإنجاز الذي اهداه للوطن قبل العيد السعيد على طريقته الخاصة وينس حكاية هذا النجم لم يظهر بمستواه وهذا المدرب الذي لم يتعامل مع المباراة كما يجب. فالطيور طارت بأرزاقها,, والزعيم يعد أوراق السفر الى بلاد الوليد بانتظار تسجيل اسماء نجومه الأبطال في قائمة نجوم العالم,. وأخيراً,, الفرح كله للهلال,, والمجد كله للوطن.