وتتواصل الإثارة والمتعة والتنافس بين الكرتين السعودية واليابانية,, ويتجدد اللقاء بين فريقي الهلال وشيميزو مرة أخرى,, ولكن هذه المرة في لقاء مختلف,, لقاء اكثر قوة واكثر أهمية واكثر إثارة,, لقاء آسيوي بنكهة (عالمية),,, لقاء سيستقطب اهتمام جماهير الكرة ليس في السعودية واليابان فحسب بل في آسيا كلها,, بل وربما في العالم لأن الفائز به سيضع اسمه ضمن قائمة أفضل 12 فريقاً في العالم وهي الفرق التي ستشارك في مونديال الأندية الثاني الذي سيقام في إسبانيا الصيف المقبل. هذا اللقاء الذي سيحتضنه درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي عند الساعة 10,15 من مساء اليوم يعد مهمة (تشريفية) جديدة لفريق الهلال الكروي ممثل كرة الوطن وسفيرها الدائم في المحافل الخارجية حيث يخطو خطوته الاخيرة بحثاً عن مجد آخر وبطولة اخرى وانجاز جديد يتمثل في الحصول على كأس السوبر الآسيوي من جهة وتأكيد عالمية الكرة السعودية وعالميته من جهة ثانية,, لكن هذه المهمة تبدو صعبة للغاية لأنه سيلاقي فريقاً صعب المراس يحمل لقب بطل آسيا للاندية أبطال الكؤوس ويتمتع لاعبوه بمهارات فنية عالية وسرعة فائقة. الفوز المطلب الوحيد للفريقين: يدخل الفريقان مباراة اليوم بشعار الفوز ولا شيء غيره فالهلال يسعى لتأكيد فوزه السابق في مباراة الذهاب 2/1 في حين يبحث شيميزو عن رد الهزيمة الأولى وتعويضها بفوز صريح وهو الأمر الذي سيزيد من قوة المباراة وإثارتها وصعوبتها للطرفين وإن كانت كل المؤشرات تؤكد على قدرة الفريقين على تقديم مباراة ممتعة وقوية حتى ولو لم يكن الفوز هو مطلبهما الملح. استعداد بحجم المناسبة: الفريقان استعدا جيداً لهذه المباراة التاريخية التي تعتبر بكل المقاييس حدثاً فريداً من أهم الأحداث الرياضية في تاريخ الناديين إن لم تكن أهمها بالفعل. وجاء الاستعداد الهلالي مطمئناً للغاية حيث خاض الفريق العديد من المباريات القوية سواء من خلال البطولة العربية أو من خلال التدريبات المكثفة طوال الأيام الماضية والتي شهدت متابعة شرفية وإدارية وجماهيرية مكثفة ربما لم يسبق لها مثيل. أما استعداد بطل اليابان (شيميزو) فقد جاء هو الآخر اكثر من جيد غير انه يتميز عن الاستعداد الهلالي بأنه كان بعيداً عن الاعلام ومراسلي وكالات الانباء العالمية حتى في الايام القليلة التي اعقبت لقاء الذهاب. الروح ,, العزيمة والإصرار,. الجماهير,, أسلحة الأزرق: وبكل تأكيد فإن البحث عن تكرار الفوز مرة أخرى هو الشعار الذي سيرفعه الفريق الهلالي بقيادة مدربه الروماني إيلي بلاتشي في المباراة رغم انه سيواجه فريقاً قوياً وعنيداً وصعباً يبحث هو الآخر عن الفوز مهما كلفه الأمر. الفوز الهلالي لن يكون صعباً بحول الله تعالى متى ما لعب نجومه بروحهم المعروفة والمدعمة بالعزيمة والاصرار والحماس وهو ما وعدوا به جميع الرياضيين غير أنهم اكدوا انهم لن يستطيعوا تحقيق كل طموحاتهم إلا بحضور جماهيرهم الكثيفة التي يعتبرونها أقوى أسلحتهم لمواجهة المنافسين بعد توفيق الله,, والحق يقال ان الجماهير الهلالية هي أحد أسرار تميز هذا النادي العملاق وسبب من أسباب حصده المستمر للبطولات والكؤوس. السرعة والهجوم ورغبة التعويض تدعم شيميزو: وأيضاً الفريق الياباني سيرمي بكل قوته وثقله من أجل الفوز ولا شيء غيره,, وسيعتمد مدربه الانجليزي سيتف برايمان (كما أعلن سابقاً) على سرعة لاعبيه في تنفيذ خطته الهجومية الصرفة التي سينتهجها في المباراة. ولعل رغبة أفراده في تعويض الخسارة التي لحق بهم في مرحلة الذهاب وعزمهم وتصميمهم على ردها للهلال لأكبر داعم لليابانيين في هذه المباراة. تخمة نجوم: من خلال المباراة السابقة يتضح بشكل جلي امتلاك الفريقين لعدد من النجوم الكبار وخصوصاً في الفريق الهلالي الذي يشكل الدوليون السواد الأعظم في تشكيلته الاساسية حيث يوجد محمد الدعيع واحمد الدوخي وعمر الغامدي ونواف التمياط ومحمد الشلهوب بالاضافة الى عبدالله الجمعان وأحمد خليل ومعهم المهاجم الهداف الكولومبي ريكاردو بيريز (الكاتو) والمدافع العملاق عبدالله الشريدة وزميله الشاب فهد المفرج وقائد الفرقة الزرقاء فيصل ابو اثنين. أما الفريق الياباني فيمتلك هو الآخر مجموعة من النجوم أصحاب الخبرة والموهبة وخصوصا أجانبه كارلوس البرتو سوزا وإيليسا ندرو وسانتوس وفابيو جيستينيو ومعهم مايوركا وناكاياما وسياتو. هجوم واندفاع ياباني,, وحذر هلالي: التدريبات الأخيرة للفريقين وخصوصاً أمس وأمس الأول كشفت عن رغبة يابانية اكيدة في انتهاج الأسلوب الهجومي البحت بحثاً عن الفوز المطلب الوحيد لفريق شيميزو، وقد اعد مدربه سيتيف برايمان خطة هجومية صرفة لغزو المرمى الهلالي من جميع الجهات,, في حين ان بلاتشي ركز على تدريب لاعبيه على اللعب بحذر شديد والموازنة بين الدفاع والهجوم وهو الأسلوب الأمثل والأفضل لمثل هذه المباريات,, وأكد على لاعبيه عدم التراجع باستمرار للخلف وعدم الاندفاع نحو الهجوم. ثلاث فرص تتوج الزعيم بطلاً: بفوزه في مباراة الذهاب فإن ممثل الكرة السعودية أمامه ثلاث فرص للحصول على الكأس وهي على النحو التالي: ان يفوز بأي نتيجة وبذلك يصبح لديه 6 نقاط مقابل لاشيء لضيفه. أو أن يتعادل بأي نتيجة وعندها يصبح لديه 4 نقاط مقابل نقطة وحيدة لشيميزو. أو أن يخسر بهدف وحيد وفي هذه الحالة يكون الفريقان متعادلين في عدد النقاط ولكل منهما 3 ولكن يصبح الهلال هو البطل على اعتبار أنه سجل هدفين خارج أرضه. وهناك فرصة رابعة للهلال وهي أن يخسر لا قدر الله 2/1 وعندها يتم اللجوء للاشواط الاضافية ونظام الهدف الذهبي أو ركلات الترجيح. في حين ليس أمام شيميزو سوى الفوز وبفارف هدفين أو يزيد. خامسة هلالية أم ثانية لشيميزو؟! الهلال من خلال مباراة اليوم يبحث عن لقب آسيوي خامس حيث سبق له الفوز ب 4 ألقاب منها اثنان على مستوى أبطال الدوري عامي 91 و99 ولقب واحد على مستوى ابطال الكؤوس عام 97 وهو نفس العام الذي شهد حصوله على اللقب الرابع المتمثل بكأس السوبر. اما فريق شيميزو فلم يسبق له الحصول سوى على لقب وحيد العام الماضي 99 عندما هزم الزوراء العراقي وأحرز كأس الكؤوس. التوقع صعب,, صعب: من خلال ما سبق يتضح ان المباراة لن تكون سهلة لأي منهما سواء للهلال صاحب الأرض والجمهور والفرص الثلاث او لضيفه القوي صاحب الفرصة الوحيدة فالاستعدادات جيدة والصفوف مكتظة بالنجوم والمعنويات مرتفعة والحماس كبير والرغبة أكيدة حتى أن أحداً لم يستطع توقع نتيجة معينة لها بل لم يستطع أحد أن يؤكد فوز فريق بعينه. لكن يبقى المهم والأهم وهو التعامل الجيد من قبل اللاعبين مع أحداث المباراة وفرصها فالخسارة في مثل هذه المباريات مؤلمة. وأخيراً أمنياتنا ودعواتنا القلبية الصادقة للزعيم ممثل كرة الوطن بالفوز والذي سسيكون ثمنه بإذن الله تعالى الحصول على كأس الذهب وتأكيد عالمية الكرة السعودية,, وكلنا ثقة في رجال الهلال وأبطاله بأن يكونوا عند مستوى طموح وتطلعات الجميع,, كما ندعو الجماهير الرياضية الوفية الى الحضور الى استاد الملك فهد الدولي لمؤازرة سفير الكرة في مهمته التاريخية.