يشهد ملعب الملك فهد الدولي في الرياض مساء اليوم تحديد ممثل قارة آسيا الثاني الى بطولة العالم الثانية للأندية لكرة القدم في ضوء لقاء الهلال السعودي وضيفه شيميزو بولسه الياباني، في إطار إياب كأس السوبر الآسيوية. علماً أن مواطنه جوبيليو ايواتا هو الطرف الآسيوي الأول في مونديال الأندية الذي سيقام في مدريد في الصيف المقبل. ينتظر أن يزحف نحو 60 ألفاً من جماهير الكرة السعودية والهلالية تحديداً لدعم الفريق الذي يدخل المباراة بثلاث فرص الفوز او التعادل أو الهزيمة بهدف واحد، وبعدما انتزع فوزاً مستحقاً الأسبوع الماضي في مباراة الذهاب في طوكيو بنتيجة 2-1. وحاز الهلال على دعم معنوي قبل مباراة الإياب المنتظرة إذ استقبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد اعضاء الفريق وقدّم لهم مكافآت مالية نظير فوزهم بكأس الكؤوس العربية الحادية عشرة. وطالبهم بتأكيد تفوق الأندية السعودية على نظيراتها اليابانية وتحقيق كأس المسابقة. ويعول لاعبو الهلال على جماهيرهم في المساندة الفاعلة طوال دقائق المباراة، ولهذا بادرت الإدارة الهلالية الى تخفيض سعر بطاقات المباريات الى 3 دولارات للبطاقة الواحدة، وشاركت بعض القطاعات الخاصة بشراء مجموعة منها بلغ عددها 28 ألف بطاقة لتوزعها على الجمهور مجاناً. ويخشى الهلاليون أن تؤثر نتيجة اللقاء السابق سلباً على أداء الفريق لذا شهدت الأيام الماضية نداءات هلالية للاعبين ركّزت على عدم الركون الى النتيجة السابقة، وبذل رئيس الهلال الأمير سعود بن تركي جهوداً ملحوظة في هذا الاتجاه، وسانده أعضاء شرف الفريق بحضورهم الدائم الى مقر النادي في العريجاء، وحث اللاعبين على بذل مجهودات مضاعفة للفوز بكأس السوبر. تحدي المدربين وعمد مدرب الهلال الروماني ايلي بالاتشي بعد عودته من اليابان على العمل بجدية بعدما كسب الجولة الأولى أمام كثيرين من انصار الهلال وبعض اعضاء الشرف، الذين طالبوا بإقصائه من تدريب الفريق وإحلال مواطنه انجيل يوردانيسكو مكانه، ويحاول بالاتشي أن يدعم هذا النجاح في مباراة الليلة وبالتالي انتصاره على معارضيه جميعهم. وكان بالاتشي، الملقب بصائد البطولات، قد تعرض لهجوم محموم من بعض الهلاليين حتى بعد عودته فائزاً في مباراة الذهاب، وعلق على ذلك بقوله: "ينصب تركيزي حالياً على إعداد الفريق لمباراة اليوم، سأضع الانتقادات كلها جانباً، عملت على تجهيز الفريق للمباراة، اللاعبون متحمسون، الدعم الذي نلقاه من رئيس النادي لا مثيل له، أعرف أنه ليس أمام الفريق الياباني ما يخسره ونحن سنردّ على كل محاولاتهم". في المقابل بادر مدرب شيميزو الإنكليزي ستيف بريمان الى رفع راية التحدي في وجه الهلاليين وقال: "لم يأت اللاعبون الى الرياض للنزهة، هدفنا الكأس، وتعويض خسارة المباراة الأولى، لن تكون هناك أسرار بالنسبة للخطط التكتيكية، أعلنها منذ الآن ان فريقي سينهج النهج الهجومي، فليس أمامنا ما نخسره". وستكون مباراة الليلة الأخيرة لبريمان الذي سيغادر بعدها الى موطنه انكلترا، ويمني نفسه أن يكون الختام مسكاً، وأوضح "العقد واضح منذ البداية واتفقت مع الإدارة قبل مباراتي السوبر على أن يكون آخر عهدي مدرباً لشيميزو نهائي هذه المسابقة، اتمنى أن أحقق شيئاً لفريقي، لتبقى ذكرى طيبة عندي وعند اللاعبين". طريقة اللعب وينتظر أن يعمد بالاتشي الى اللعب بالتشكيلة التي خاض المباراة في اليابان، بطريقة 4- 5 - 1، ويهدف الى تلافي المفاجآت وتسجيل اليابانيين لهدف مبكر، وسيحرص على تأمين مناطقه الخلفية مع إحكام الرقابة على البرازيلي اليكس أبرز لاعبي شيميزو، وسيترك الحرية للكاتو لخلخلة الدفاعات اليابانية، في حين سيكلف نواف التمياط بالتقدم من الخلف لمساندة الكاتو والتكفل بصنع الطلعات، وقد يضع بعض القيود على تقدّم الظهيرين أحمد الدوخي ومحمد النزهان، مع الطلب من محمد الشلهوب بأداء أدوار دفاعية. وفي الجانب الياباني، سيعمد بريمان الى إشراك المهاجم الأرجنتيني فابيو منذ بداية المباراة لتحرير أليكس من الرقابة، وسيتكفل قائد الفريق والمنتخب الياباني موريوكا بمراقبة الكاتو والغزو المكثف من طريق الأطراف، وخصوصاً الجناح الأيمن ايشاكاو. وسُيكلف سانتوس البرازيلي الآخر في الفريق فرض رقابة محكمة على نواف التمياط مصدر الهجمات الهلالية، واستغلال انطلاقات لاعب الوسط المميز ايتو. اوراق رابحة ويملك الهلال مجموعة من اللاعبين المميزين، إذ يلعب في صفوفه سبعة مثلوا المنتخب السعودي أخيراً في نهائيات كأس آسيا "لبنان 2000". وسيحتفظ بالاتشي بالقائد يوسف الثنيان الى جانبه في أول ظهور له بعد غياب استمر ثمانية أشهر. وأبدى الثنيان جهوزية كبيرة في التدريبات التي سبقت المباراة، ولا ينتظر أن يجازف بالاتشي بإشراك أي من السنغالي دان فاييه والمدفعجي عبدالله الجمعان منذ بداية المباراة، وسيحتفظ بهما ورقتين رابحتين الى جانبه، وسيزج بهما حتى تدعو الحاجة. وينظر الجمعان وهو الذي حقق لقب هداف كأس الكؤوس العربية اخيراً الى أن قرار إشراكه يعود بالدرجة الأولى الى المدرب ويقول: "ليس المهم مشاركتي بل الأهم هو الفوز بالكأس القارية ثم التأهل الى مونديال اندية العالم". كما يضم الفريق الياباني كوكبة من اللاعبين المميزين ابرزهم البرازيلي اليكس وتودا والمدافع ساتو وايتو وسيغيب المدافع كاوزوكي بسبب طرده في مباراة الذهاب، إثر إعاقته ل"الكاتو". والسؤال العريض الذي يطرحه السعوديون، هل يستطيع الهلال أن يكون أول فريق آسيوي يفوز بلقب السوبر مرتين، والتأهل الى بطولة اندية العالم! أم أن شيميزو سينغّص ليلة رمضانية يحلم بها الهلاليون كثيراً؟ التكهن بالإجابة على هذا السؤال، يعد ضرباً من ضروب الخيال، فعالم كرة القدم غريب الأطوار، ولا يمكن معرفة تقلباته. الكاتو من جهته، لفت الكولومبي ريكاردو بيريز الكاتو الذي احرز هدفي الهلال في مباراة الذهاب، الى ضرورة "الحيطة والحذر اليوم". وقال "بصراحة، لسنا واثقين من الفوز لأن الفريق الياباني يملك لاعبين أكفياء ولا يستهان بهم أبداً. وأوجه نصيحة لزملائي بألاّ يدخلوا المباراة والفوز في مخيلتهم، عليهم نسيان المشاركة في كأس العالم في إسبانيا موقتاً لحين الفوز في المباراة والبطولة". وعما إذا كان سيسجل اليوم، أكد "في أي مباراة اخوضها اضع في مخيلتي انني سأحرز هدفاً لأن ثقتي بنفسي كبيرة"، كما رفض التطرق الى عمل المدرب بالاتشي أو انتقاده وقال: "لست مؤهلاً لتقويم المدربين".